الاخبار الرئيسيةالصحافة اليوممقالات

العدوّ يتحسّب لـ”أحد العودة”

العدوّ يتحسّب لـ”أحد العودة”

كتبت امال خليل في “الأخبار”:

يُنتظر أن تشهد عطلة نهاية الأسبوع زحفاً لأبناء البلدات الحدودية، بمؤازرة شعبية من مختلف المناطق، في تكرار لمشهد «أحد العودة» الذي جرى الأسبوع الماضي. وقد انتشرت دعوات شعبية باسم أهالي بلدات يارون ومارون الرأس وعيترون وبليدا وميس الجبل وحولا ومركبا والعديسة وكفركلا، داعيةً إلى التوجّه نحو مداخل هذه البلدات وإزالة السواتر الترابية التي وضعتها قوات الاحتلال الإسرائيلي عند مداخلها. وقالت مصادر مطّلعة إن إسرائيل تتحسّب لتبعات هذه الدعوات، بعدما أدّت أحداث الأحد الماضي إلى تجاوز الإجراءات الأمنية الإسرائيلية المقرّرة، وأجبرت قوات الاحتلال على التراجع من مساحاتٍ كبيرة، وسهّلت انتشار الجيش اللبناني وعودة الأهالي. كما أعربت المصادر عن تخوّفها من أن تُصعّد قوات الاحتلال اعتداءاتها ضد الأهالي بإطلاق النار المباشر عليهم، كما حدث الأسبوع الماضي، ما أدَّى إلى استشهاد 26 شخصاً وإصابة أكثر من 100.

وبحسب المصادر ذاتها، ستّتخذ قوات «اليونيفل» إجراءات سلامة – ليس لحماية المدنيين كما تقتضي مهمّتها – بل لحماية جنودها ودورياتها والالتزام بالملاجئ.

وفيما واصل العدوّ اعتداءاته حتى بعيداً عن مناطق الجنوب، بتنفيذ غارتين على منطقتَي البقاع ووادي خالد، لا يزال رئيس «لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار»، الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز، يلوذ بالصمت دون تحديد موعد لاجتماع اللجنة، مُتيحاً بذلك للعدوّ حرية الاستمرار في اعتداءاته. وفيما أعلن العدو أن طائراته هاجمت «عدة أهداف في منطقة البقاع، منها موقع عسكري يحتوي على بنية تحتية تحت الأرض لتطوير وإنتاج الأسلحة، وبنية تحتية للنقل على الحدود السورية اللبنانية»، قال في الإعلان نفسه إن «طائرة الاستطلاع التابعة لحزب الله، والتي شقّت طريقها إلى داخل الأراضي الإسرائيلية أمس (الخميس)، واعترضها سلاح الجو الإسرائيلي، شكَّلت خرقاً للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان». ويوم أمس، أطلق جيش العدو صاروخاً لاعتراض «جسم مشبوه في منطقة زرعيت عند الحدود مع لبنان»، بحسب إعلان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي. وفي وقت لاحق، تداول المعلِّقون الإسرائيليون الخبر، وقالوا إنه «ليست معلومةً طبيعة الهدف الذي جرى اعتراضه، وإذا ما كان طائرة مُسيَّرة أم طائراً».

إلى ذلك، توقّعت المصادر أن تتخذ الضغوط الدولية على لبنان أشكالاً جديدة في ملفّي الأسرى وإعادة الإعمار وصرف التعويضات. وأشارت إلى أن ملف الأسرى لدى جيش الاحتلال مُدرَج على أجندة المندوبة الأميركية الجديدة الخاصة للبنان، مورغان أورتاغوس، مع تحذير من لجوئها إلى الابتزاز لتحصيل مكاسب لصالح إسرائيل مقابل تحريرهم، مثل بقاء الاحتلال في 5 تلال حاكمة في المنطقة الحدودية. وفي هذا السياق، قال المُعلّق السياسي يانون ماغال (المقرّب من نتنياهو وحزب الليكود) إنه «من وجهة نظر إدارة ترامب، يمكن لإسرائيل البقاء في المواقع الخمسة في جنوب لبنان، طالما أن لبنان ينتهك اتفاق وقف إطلاق النار». وأضاف أن مسؤولين أميركيين قالوا لمسؤولين إسرائيليين: «افعلوا كل ما يلزم لتعزيز أمنكم. لن نقف في طريقكم».

أما في ملف إعادة الإعمار، فلم تتّخذ الدول التي التزمت بالمشاركة في هذه العملية أيّ خطوة جدية بعد، وهو ما يصبُّ في مصلحة العدو الذي أعلن صراحةً نيّته تحويل المنطقة الحدودية إلى «منطقة عازلة»، بزعم ضمان أمن مستوطني الشمال. ومن جهته، أطلق حزب الله أمس مشروع «مسح أضرار العدوان الإسرائيلي وترميم قرى الحافة الحدودية في قضاء صور»، من باحة مقام شمعون الصفا في بلدة شمع. وأعلن المنسّق العام لمشروع الترميم وإعادة الإعمار في مؤسسة «جهاد البناء»، المهندس حسين خير الدين، عن «بدء مشروع مسح الأضرار في القطاع الغربي، بعد تعاون فريق مسح الأضرار وفريق الفحص الإنشائي في المؤسسة مع شُعَب القرى، لوضع تصوّر عن الأضرار قبل البدء بمعالجتها». كما أشار إلى «إدخال فرق من المهندسين إلى القرى لمسح أضرار الوحدات السكنية، ودفع مستحقّات الترميم والإيواء للوحدات المهدّمة والمتضررة، تمهيداً لعودة الأهالي في أسرع وقت ممكن».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى