كتب المحرر السياسي:
المفاوضات الإيرانية – الاميركية غير المباشرة التي بدأت اليوم في عُمان، هي بداية مشوار طويل بين الدولتين، لأن هناك رغبة قوية لدى الولايات المتحدة الاميركية بإقامة علاقات طبيعية مع ايران، وبعيداً عن كل التهديدات التي يطلقها الرئيس ترامب، لأن هذه العلاقة التي يرغب إقامتها مع أميركا، ليست مرتبطة بالملف النووي الإيراني ولا بالصواريخ البالستية التي تملكها ايران، بل لأن هناك رغبة قوية لدى كل الرؤساء الأميركان الذين سبقوا ترامب، في إقامة العلاقة الطبيعية مع ايران للاستفادة من ثروات ايران النفطية وغير النفطية ، لأن الولايات المتحدة على قناعة أن ايران لو أرادت صناعة سلاح نووي لفعلت ذلك من سنوات طويلة لأنها تملك القدرة على ذلك، لاسيما وأن الوزير الدفاع الراحل مصطفى شمران، كان من أهم علماء الذرة في العالم وكل أجهزة المخابرات الاميركية تعرف ذلك، ولكن السيد الخامنئي أعلن أن امتلاك السلاح النووي هو محرّم اسلامياً، وبناء على ذلك، فإن كل الادعاءات الاميركية بأن هدفها منع ايران من تصنيع سلاح نووي والحد من تصنيعها الصواريخ الباليستية هي ادعاءات كاذبة، لأنهم يريدون الاستفادة من ثروات ايران الهائلة لاسيما أن موقع ايران الجغرافي استراتيجي على حدود روسيا وتركيا ودول الخليج العربي وأفغانستان وباكستان.
وتحاول أميركا من خلال موقع ايران ابتزاز دول الخليج بشراء الاسلحة وتخويفها من قدرات ايران العسكرية، وهم نجحوا في ذلك. ولكن ايران عملت في السنوات الاخيرة الى اقامة علاقات جيدة مع دول الخليج وعلى رأسها السعودية، وهذا الأمر أربك الحسابات الاميركية والإسرائيلية. وتؤكد المعلومات من الطرفين الايراني والاميركي أنهما سيمضيان قدماً في المفاوضات حتى ولو طالت لبعض الوقت، لتلافي الصدام العسكري لأنه لو حصل ذلك لن تكون حدوده محصورة بين ايران وأميركا، وبالتالي فإن الهدف الأساسي للولايات المتحدة الاميركة من المفاوضات مع ايران هو إبعادها عن الصين التي تعتبر هي العدو الاقتصادي الاول مع روسيا للولايات المتحدة الاميركية اقتصادياً. خصوصاً وأن ايران اخذت اتفاقات اقتصادية وتجارية مع الصين بمئات مليارات الدولارات، وتؤكد المعلومات أن الاتفاق بين ايران والولايات المتحدة مسألة حتمية والنتيجة ستزعج الكيان الإسرائيلي، وإنجاز هذا الاتفاق ولو بعد حين سيكون له تداعيات كبيرة على منطقة الشرق الأوسط وأحد ضحاياه الاوائل سيكون نتنياهو رئيس وزراء ا.