الصين…أولوية حروب أميركا!

بقلم//جهاد أيوب
من الواضح ابتعاد أميركا عن المنطقة تدريجياً، وتصب شيطانها ومعاركها نحو الصين، وما تقوم به في منطقتنا اليوم هو ردات اهتزازية لمسح الغبار عن زمر يؤمنون بنعمتها عليهم رغم استعمالها لهم حتى قتلهم، ويؤمنون بحمايتها لهم رغم استغلالها لهم حتى انتحارهم!
أميركا اليوم تعود إلى نظرية العجوز والمجرم كيسنجر الدائمة والمعنية بإستيعاب الصين، ومن ثم ضربها، ومنعها من الصعود الاقتصادي والانتاجي والعسكري والصاروخي، وعمر هذه النظرية الكيسنجرية، والتي لم يعيرونها الإهتمام بوقتها، وأخذ بها فقط الرئيس كلينتون، عمرها أكثر من 40 عاماً!
وبرأي كيسنجر أن إيران مهما قويت وتعاضمت تستطيع أن تؤثر إقليمياً، ولا تستطيع أن تلعب دوراً عالمياً، ولا تأثير ثقافي لها إلا ضمن حدودها!
أما روسيا، فهي لاعب قاري، ولديها قوة عسكرية جبارة، لكنها تفتقد للعضد الاقتصادي الذي يتيح لها أن تلعب أكبر إقليمياً وعالمياً!
أما الصين، فيعتبرها كيسنجر التهديد الدولي والعالمي، وذلك لإمتلاكها قوة اقتصادية هائلة تجاوزت القوة الأميركية الاقتصادية والإنتاجية، وهي تعمل منذ سنوات على بناء جيشها… الصين قوة صناعية متينة، ونظام اقتصادي في بعض جوانبه مرن، وسياسياً أقل مرونة!
من هنا انطلق الرئس الأميركي السابق كلينتون مقتنعاً بأن لا يكون التحدي روسي أميركي بل مع الصين، وبناء عليه قام ببناء نظريات سياسية للتحضير لشن الحرب على الصين قبل أن تصبح قوة!
ولم يستمر الرئيس أوباما على ذات النهح، وكان مسكوناً بأمرين إضافة لنقل الجريمة إلى خارج أميركا!
الأمر الأول تلميع صورة أميركا في الغرب وعند أصحاب البشرة السوداء” كونه أسود” فهو يعاني من لازمة اللون، ولماذا المجتمع العربي والمسلم يكره أميركا؟!
والأمر الثاني في الخطر الروسي، ولكنه أسس لمشروع خطير جداً شبيه بما فعلته الولايات المتحدة حينما شغل كيسنجر لمنصب وزير الخارجية، ومن ثم مدير الأمن القومي، وعمل ونجح في دق الأسفين بين الصين والاتحاد السوفيتي، وعزلهما، واستقطاب الصين تمهيداً لتدمير الاتحاد السوفيتي، وقد تعاد اليوم مع الصين وروسيا ولكن!
وعليه تابع أوباما هذه السياسة مع فارق أن الاتحاد السوفيتي تمزق ليصبح روسيا فقط، وعمل على إنجاز اتفاق نووي مع إيران، قاصداً منه تحييد إيران عن القضايا الإقليمية، وإلهاء إيران بفتافيت الخبز بحجة فك الحصار الأميركي والأوروبي عنها، ومنعها من أن تتعامل مع روسيا، ولكنه، أي أوباما لم يكمل الحلقة التي بناها كلينتون بإستمرار الضغط على الصين، وهذا كان خطأ استراتيجياً كبيراً برأي العجوز، وقاتل الملايين كيسنجر!
أوباما تفرغ للفتن في العراق وسورية، ولبنان والمنطقة ومتابعاً لنهج ” من سبقه” مع قفازات، وتجاهل الصين التي كانت هدف ” كلينتون”!
الآن الرئيس بايدن أكثر تأثيراً وقناعة بما تبقى من حركة ” كلينتون” في هذا الشأن، وهو يعتبر المجنون ترامب لم يكن مؤثراً بسياسة أميركا الخارجية خاصة مع الصين، ويسير على قاعدة أن أميركا قد تأخرت في فتح الحرب على الصين، واستدراكاً لذلك، قام بتمهيد الساحة الدولية لشن الحرب على الصين من خلال اضعاف حلفاء الصين ومنهم روسيا، ولهذا جاءت حرب أوكرانيا، والتي تتفرج عليها أميركا إلى أن تتدمر، ويُقتل جميع الشعب الأوكراني، خاصة مع وجود ذاك الرئيس الأوكراني الهجين والعبي

Exit mobile version