الصيغة العلمية للفوز بمبارة كرة القدم

 

كرة قدم
كرة قدم

يتوغل العلم في تفاصيل حياتنا اليومية راسما صورة تفصيلية لمدى التطور والتقدم في العالم من حولنا، ويدخل أيضا في تفاصيل عالم الرياضة وأندية كرة القدم بطرق مثيرة للاهتمام.

وفي الآونة الأخيرة، أبرم نادي ليفربول الإنجليزي شراكة مع DeepMind للذكاء الاصطناعي التابعة لغوغل، لتقديم المشورة للمدربين بشأن الركلات الركنية، بينما عيّنت أندية أخرى علماء فيزياء فلكية لتحليل البيانات، بل وتستخدم تقنية تتبع الصواريخ لتخطيط تحركات كل لاعب.

وبهذا الصدد، كشف الخبراء عن الصيغة العلمية لمباراة كرة القدم الناجحة.

ضربات الجزاء

لا يمكن نكران أن تنفيذ ركلة الجزاء يثير التوتر لدى كل لاعب كرة قدم.

وكانت مسألة كيفية تنفيذ ركلة الجزاء محل نقاش ساخن، لكن الدكتور كين براي، عالم الفيزياء النظرية والمستشار العلمي السابق لنادي ساوثهامبتون، قال إن الهدف ينبغي أن يكون خارج منطقة “مغلف الغوص”، أي منتصف المرمى.

وإذا سدد اللاعب الكرة في “مغلف الغوص”، فسيكون لديه فرصة بنسبة 50% للتسجيل. ولكن إذا سدد الكرة في منطقة زوايا المرمى، فهناك فرصة بنسبة 80% لتسجيل الهدف.

ويرى براي أن المدربين يجب أن يكونوا مسؤولين عن اختيار اللاعبين لركلات الترجيح، بدلا من انتظار اللاعبين للاختيار فيما بينهم.

الركلات الحرة

يبدو أن بعضا من أعظم الركلات الحرة تتحدى قوانين العلم.

واشتُهر كل من الإنجليزي ديفيد بيكهام والبرازيلي روبرتو كارلوس بما يسمى “ركلة الموز”، حيث تنحني الكرة بشكل مقوّس لخداع حارس المرمى.

وتنحني كرات القدم في الهواء بهذا الشكل نتيجة لتأثير يعرفه الفيزيائيون باسم “تأثير ماغنوس”. وبسبب دوران الكرة، يتحرك الهواء على جانب واحد في الاتجاه المعاكس للاتجاه الذي تتجه إليه الكرة، ما يؤدي إلى خلق فرق في الضغط، وهذا يدفع الكرة إلى الجانب المحدد.

وإذا تم ركل الكرة بشكل مستقيم في المنتصف، فستتحرك دون أي دوران وبالتالي في خط مستقيم تقريبا.

وفي عام 2012، نشر طلاب الفيزياء في جامعة ليستر ورقة بحثية تحدد الطريقة المثلى لركل كرة القدم بحيث تنحني إلى داخل المرمى. وقالوا إن المسافة التي تنحني بها الكرة ترتبط بعدة عوامل، بما في ذلك كثافة الهواء والمسافة التي تقطعها الكرة في اتجاه حركتها.

وكشفت دراسة أجريت في عام 2020، أنه عندما يكون هناك العديد من اللاعبين أمام حارس المرمى، يصبح غير قادر على رؤية الكرة لمدة 200 مللي ثانية تقريبا، ويكون وقت رد فعله أبطأ بنحو 90 مللي ثانية.

ضربة الزاوية (الركنية)

حلل علماء جامعة أولستر في بلفاست، موقع جميع الأهداف المسجلة من الضربات الركنية في موسم واحد من دوري كرة القدم الإيرلندي الشمالي (NIFL).

وتبين أن 80% من أهداف الضربات الركنية (56 من أصل 70) سُجلت بركل الكرة نحو عمق منطقة الجزاء، في حين 3% من ضربات ركنية قصيرة.

ووجدت دراسة أجراها خبراء في جامعة ثيساليا في اليونان أن نسبة الضربات الركنية الخارجية (بعيد عن المرمى) التي انتهت بمحاولة نحو المرمى كانت أعلى بكثير من نسبة الضربات الركنية الداخلية (باتجاه المرمى).

ومع ذلك، لم يكن هناك فروق ذات دلالة إحصائية في النسب المئوية للركلات الركنية التي انتهت بالأهداف الفعلية.

وقال براي: “الركنية القصيرة قد تسمح للمهاجم بتمريرها إلى منطقة الجزاء، ما يوفر فرصة أفضل لتهديد المرمى”.

رمية التماس

تشير الدراسات إلى أن القدرة الهجومية الناجمة عن رمية التماس لا تزال مهملة إلى حد كبير في كرة القدم.

وكشف تحليل صحيفة The Athletic أن رمية التماس داخل منطقة الجزاء قد تؤدي إلى هدف أكثر من الرمية القصيرة.

وعلى مدار 4 مواسم في الدوري الإنجليزي الممتاز، وجد المحللون أن رميات التماس داخل منطقة الجزاء تحقق ما يعادل 22 هدفا لكل 1000 رمية.

وحتى لو لم يسجل اللاعب مباشرة من رمية الكرة، فإن “القيمة الحقيقية” تكمن في الكرات المرتدة والكرات السائبة بينما يكون الفريق المدافع “مضطربا”.

Exit mobile version