الاخبار الرئيسيةمقالات

الشيخ امين الصايغ: كلمة في حضرة اللواء عباس ابراهيم

قال الامير عبد الله التنوخي قدس الله سره : فلا محنة اشق في هذا الزمان من موت العقل والجنان من مات اسمه عزّ في دنياه، ومن مات قلبه عزّ في غفراه، والحمد لله المحي الاموات القلوب بحياة انواره القدسية.
ايها الاخوة في مسيرة كل امة مراحل مفصلية تتطلب وقفة للتفكير وإعمال العقل في امان وان يتعمق ابناؤها ولو قليلا دون ان يغرقوا في شؤونهم وشجونهم، وذلك لان الاندفاع نحو المستقبل دون رؤية قفزة في الظلام، ونحن في لبنان نمر اليوم بواحدة من اخطر هذه المراحل لحظة خطرة، لكن لا تدعو الى اليأس ومصيرنا متوقف على اي مسار سنسلكه.
ايها الاخوة المعروفيون، يملك المرء ان يستقيل او يعتزل، لكن الامم لا تستطيع ان تعتزل، ولقد استطاعت طائفة الموحدين الدروز بمواريثها التاريخية وبمواريثها الانسانية ان تؤدي دوراً هاما على مر تاريخ لبنان، وكانت شريكاً اساسياً في فرض حضارته، لكن اليوم حال هذه الطائفة المعروفية يدعو الى القلق، فلا يمكن لأي امة ان تذهب الى مستقبلها وهي خائفة ومنقسمة، وانه لمن المؤسف حقاً ان جرح حادثتي الشويفات وقبر شمون، لم يلتئم بعد.
وبعد، لقد تعددت محاولات حل هاتين القضيتين، وكان ابرز الساعين الغيارى لواء الوطن اللواء عباس ابراهيم، قلة هؤلاء الرجال الذين هم على نسق اللواء، وهم على قلتهم كالاعمدة ترسو على كواهلها اثقال المداميك لتومض فوق مشارفها قبب المنائر، لله درك حضرة اللواء في مساعي الخير.
اخواني الموحدين ان داعي الايمان يدعو الى الرشد وداعي العقل يدعو الى التفكر وداعي النبل يدعو الى الترفع عن الاحقاد وداعي التوكل يدعو الى الثقة وداعي المعرفة يدعو الى الروح والايمان المتكامل يدعو الى الحق والخير والجمال، خابت امة لم يكن لديها داعٍ من هذه الدواعي وان اكثر اللحظات خطورة في تاريخ الامم هي حين يتعثر العقل ويشط الجنوح.

مقالات ذات صلة
زر الذهاب إلى الأعلى