الشمال الثالثة: معركة إسقاط باسيل

الاخبار – رلى إبراهيم

في «دائرة الرؤساء»، أو الشمال الثالثة، 10 مقاعد نيابية موزّعة على أربعة أقضية. لكن المعركة الفعلية على مقعدين اثنين في الكورة فيما المقاعد الثمانية الباقية شبه محسومة في معركة تخوضها كل الأطراف لإسقاط جبران باسيل أو إضعافهفي دائرة الشمال الثالثة أربعة (جبران باسيل، سليمان فرنجية، ميشال معوض، وسمير جعجع) بين مرشح لرئاسة الجمهورية أو طامح إليها أو حالم بها. هنا يترشح باسيل ومعوّض ونجل فرنجية وزوجة جعجع. وهنا، قد تكون أكثر المعارك الانتخابية احتداماً، يخوضها المرشحون في وجه بعضهم بعضاً، ويخوضها الجميع ضد باسيل.

في الدورة الماضية، حلّ رئيس التيار الوطني الحر أول في ترتيب الفائزين (39.7% من الأصوات التفضيلية)، تلته ستريدا جعجع (36%) ثم طوني فرنجية (33%). لذلك، تلتقي غالبية القوى في الدائرة على إضعاف باسيل لتغيير معادلة 2018: هكذا «ترفّع» حزب الكتائب عن تبني مرشح حزبي. ومن أجل «المصلحة الوطنية»، اتفق سامي الجميل ومعوض على تبني وجه «تغييري» في البترون لمنافسة باسيل، ووقع الاختيار على مجد حرب، نجل النائب لأربعين عاماً بطرس حرب! لائحة «التغييرين» التي تمثل تحالف عائلات الجميل ومعوض وحرب تطمح للفوز بمقعدين: الأول لمعوّض على المقعد الماروني في زغرتا، ومقعد ثان في البترون لإسقاط باسيل. علماً أن معوض هو الوكيل الأساسي للوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) وتمرّ كل المساعدات المالية والعينية من خلال مؤسسته. ولأن المستقلين رفضوا التحالف معه ومع الكتائب، عمدوا إلى تشكيل لائحة تحمل اسم «شمالنا»، تضم ربيع الشاعر وليال بو موسى وميشال دويهي وآخرين، إلى جانب لائحة ثالثة لحركة «مواطنون ومواطنات في دولة».

تضم الدائرة 10 مقاعد نيابية (7 مقاعد للموارنة، ثلاثة منها في زغرتا واثنان في كل من البترون وبشري، و3 مقاعد أرثوذكسية في الكورة). في انتخابات 2018، بلغ الحاصل 11 ألفاً و263 صوتاً، وحصل تيار المردة على أربعة مقاعد مقابل 3 مقاعد للتيار الوطني الحر و3 للقوات.
بين 2018 و2022 تبدلت التحالفات، مع انضمام المرشح القومي وليد العازار إلى اللائحة العونية وخروج معوض منها، و«نزوح» المرشح المستقل وليام طوق إلى لائحة المردة. المعركة الحقيقية تدور على مقعدين أرثوذكسيين في الكورة من أصل الـ 10. ففي حسابات الخبراء، لا خوف على مقعد باسيل ولا على مرشح القوات غياث يزبك. وفي زغرتا، يحجز معوض مقعداً وطوني فرنجية آخر وإسطفان الدويهي مقعداً ثالثاً، في حين أن حواصل المردة تؤمن لهم مقعداً إضافياً في الكورة. أما مقعدا بشري فمحسومان لستريدا جعجع والمرشح القواتي جوزيف اسحق… مع احتمال خرق طوق المتحالف مع المردة. إذ بلغ فارق الأصوات في الدورة الماضية بين اسحق (5990) وطوق (4649) نحو 1350 صوتاً.

يملك وليام طوق فرصاً جدية في إحداث اختراق في مقعد ماروني في بشري

أزمة 2019 وما تلاها من إهمال القوات للشارع البشراني مقابل نشاط طوق يدفع بمقربين من الأخير إلى التفاؤل بخرقه، خصوصاً أن مزارعي المنطقة فقدوا الأمل من وعود جعجع بـتصدير تفاحهم إلى الخليج، فعمل طوق على تصريفه عبر القنوات المصرية. كما أن جو التململ يكبر داخل البيئة القواتية المناصرة للحزب في شعارات نزع سلاح حزب الله ورفع الاحتلال الإيراني، لكنها بحاجة إلى ما يطمئنها إلى سبل استمرارها في ظل الانهيار. الخرق المفترض، رهن عدد الأصوات التي سيحصل عليها كل من طوق واسحق، ويرتبط أيضاً بتصويت المغتربين. باستثناء ذلك، لا معركة سوى على مقعدي الكورة الأرثوذكسييّن اللذين تتنافس عليهما كل الأحزاب والمجتمع المدني والمستقلين والعائلات. في حال نال المجتمع المدني حاصلاً، سيكون على شكل مقعد في الكورة، وإذا نال التيار حاصلين سيكون أحدهما في الكورة، وإذا تمكنت القوات من تأمين 4 حواصل سيكون ربحها الإضافي في الكورة… وهكذا. مع الإشارة إلى أن الأصوات السنية في الدائرة توزّعت في الدورة الماضية بين بطرس حرب (470 صوتاً) وفادي سعد (350 صوتاً) وباسيل (382 صوتاً).

Exit mobile version