الشعب الليبي ضحية التصعيد الميداني
نور مرعي
اعتبر خبراء في الشأن الدولي، أنه بعد فشل الانتخابات الليبية التي كان من المقرر عقدها في 24 من ديسمبر عام 2021 وتأجيلها إلى أجل غير مسمى، شهدت الساحة الليبية على كافة المستويات الأمنية والسياسية تطورات عديدة. حيث أن هناك أطراف، تعمل على عرقلة الحل السياسي في البلاد، وتحاول بكل الوسائل إطالة فترة الصراع لمصالحهم الشخصية، والاستفادة من الثروات الليبية.
ورأى أحد الخبراء أن حالة التوتر والغموض لا تزال تسود المشهد الليبي منذ بداية العام 2022، مع خلاف وجدل واسع حول ملفين محوريين يشغلان الساحة السياسية حالياً، الملف الأول تحديد موعد جديد للانتخابات العامة، والملف الثاني حسم مصير السلطة التنفيذية.
في حين كانت آمال الشعب الليبي بأن يتم إجراء الإنتخابات في موعدها، ولكن طبول الحرب قد تدق من جديد. لأن حالة الفوضى الأمنية في البلاد تتزايد يوماً بعد يوم، وهنالك شخصيات بدأت تفقد قوتها العسكرية في ليبيا وبالأخص في الشرق الليبي.
الأخبار المتداولة تشير إلى أن المشير خليفة حفتر كان قوة لا يستهان بها في ليبيا، ولكن هذه القوة قد تنهار في أي لحظة في الوقت الحالي، وذلك بسبب خلافات بينه وبين الروس. كما تضيف وسائل الإعلام، عن بدء إنسحاب قوات “فاغنر” الروسية الداعمة لحفتر وقوات الجيش الوطني الليبي والمحققة لتوازن القوى بين الشرق والغرب الليبي، من مواقع تمركزها في محيط سرت وعلى طول الخط الفاصل بين الطرفين (سرت-الجفرة)، مدعومة بصور من مواقع التواصل الإجتماعي تُبين بوضوح تحرك الآليات العسكرية ومن بينها منظومات بانتسير للدفاع الجوي إلى العمق الليبي.
وبحسب أوساط ميدانية، فإن سياسية حفتر أصبحت غير متوازنة، وغير مرضية لحلفائه الروس، الذين وقفوا معه ودعموه بجميع الوسائل الممكنة، وبالأخص أثناء المواجهة العسكرية مع تركيا حيث قامت روسيا بتزويد حفتر بأنظمة دفاع جوي ساهمت في ردع طائرات بيرقدار وأدت إلى خلق توازن عسكري واضح مع القوات الليبية.
وترى هذه الأوساط أن انسحاب قوات “فاغنر” سوف يحصل تدريجياً وإن تم انسحابهم بشكل كامل، سيؤدي إلى نتائج كارثية على حفتر وقواته، كما سيؤثر على الوضع الأمني في البلاد. ولكن في الوقت نفسه هو تنفيذاً لمطالب الشعب الليبي بخروج جميع القوات الأجنبية من البلاد، لكي يتم السير نحو خارطة طريق ليبية دون أي تدخلات خارجية. في حين يمكن أن تشهد الساحة الليبية تحالف العديد من قوى المنطقة الغربية للإطاحة بالمشير خليفة حفتر كونهم يرون أن تواجده يُعقد المشهد السياسي الليبي ويُطيل من أمد الأزمة.