كتب: محمد جابر:
لا يا سماحة السيد لن نصدق أن جملة “ايمتى بدو يحكي السيد” لن نقولها بعد اليوم، ولن نتسمر على الشاشة كي نستمد القوة في لحظات ضعفنا، ونسمع المواقف الاستراتيجية.
لقد فعلتها يا سيد هذه المرة ورحلت في اللحظات الاصعب التي نعيشها ونحتاج أن نشحن بالقوة ونستمد الشجاعة من اطلالاتك التي ينتظرها خصومك قبل أحبابك.
رحلت يا سيد في وطن الجراح، رحلت باكرا دون استئذان، وفي خطابك الاخير أدركنا بعد رحيلك انه حقا خطاب الوداع، لم نرى السيد كما عهدناه كنت تعض على الجراح الكثيرة، ولا تبالي لاؤلئك الذين ظلموك وظلموا الوطن، كنت تعيش جرح غزة ومايحصل في لبنان.
سيأتي يوما يا سيد ويبكي خصومك وخصوم المقاومة حينما يدركون كم أن المقاومة حاجة لهذا البلد بوجه عدو لا يعرف الإنسانية، سيعلمون انك كنت المنقذ في أغلب الأوقات وفي النهاية دفعت ثمن التمسك بالمبدأ.
كل ما فعلته يا سيد انك خلوقا وانسانا تدرك معاني حسن التعامل مع الخصم، ولا تؤمن بأن السياسة منفعة كما هو حال الأغلبية ففي وقت العدو يقتل فينا المئات كنت حريصا أن لا تقتل مدنيا واحدا في الكيان الغاصب، لقد كنت مختلفا عن الآخرين من مدرسة نادرة جدا في هذا الزمن، وكم من مرة سجلوا عليك انك كنت إنسانيا لابعد الحدود بالتعامل مع الخصوم.
ماذا نقول يا سيد عن تلك الكاريزما التي كانت تسحر الجميع، عن اسلوب الخطاب المحبب والذي لا وجود له في زماننا، كنت تعطينا المؤشرات عن ماسيجري، بأسلوب السهل الممتنع الذي يدخل كل القلوب.
اعذرنا يا سيد لن نتقبل رحيلك، ستدمع عيوننا سنحبط سنيأس، سامحنا يا سيد من بعدك ليس كما قبلك، سنحتاج لكثير من الوقت كي نستوعب فكرة أننا لن ننتظر إطلالة جديدة، سامحنا يا سيد غيابك سيقتلنا ويجعلنا ايتاما، وما يترك بعض الأمل فينا أن نهجك سيبقى فينا وستبقى ذاك الرجل الذي لن يتكرر مهما طال الزمن.