السلبيون
كتب نقيب المحامين السابق ناضر كسبار:
قبل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي على اختلاف انواعها، كانت وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، هي التي تنقل الاخبار، وتنشر الوقائع والتحاليل من خلال المقالات المتعددة.
وما ان انتشرت وسائل التواصل الاجتماعي، حتى اصبح كل مستعمل لها وكأنه إعلامي او واعظ او فيلسوف. وانكشف عدد كبير ممن لا يتعاطون مع الآخرين إلا بسلبية.
وبالفعل. فإن الانسان السلبي يهدم ولا يبني. وهو فاشل من جميع النواحي وتنم مواقفه عن حقد وعقد واحيانا عن حب الظهور على طريقة “خالف تُعرف”. والمثل الشعبي معروف، كمن يكسر “مزراب العين” حتى يتكلم الجميع عنه. هذا بالاضافة الى ان السلبي قد يتبع اسلوب الهجوم الاستباقي لانه يكون مليئاً بالعيوب، فينتقد ويهزأ بالآخرين حتى يبدو وكأن هذه العيوب هي في غيره وليس فيه.
يقول المحامي الكبير سليم المعوشي، ان هناك عشرات ملايين رحلات الطيران سنوياً. لا احد يتكلم عنها. اما اذا حصل عطل صغير في طائرة، فيضيء البعض على هذا الامر وينسى عشرات ملايين الرحلات. وكذلك الامر في الابنية المؤلفة من عشرات الطوابق، لا يرى السلبيون إلا شباكاً مائلاً ويتناسون الإبداع في إنشاء هذه الابنية. ويبدأون بالسخرية والاستهزاء والانتقاد بدلاً من ان يضيئوا على الايجابيات.
هذا هو الانسان السلبي، المليء بالحقد والعقد. يبقى مكانه ولا يصل الى اي مركز يكون من نصيبه لو كان ايجابياً ولم يكن عنترة بن شداد على خطأ حين قال:
لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب
ولا ينال العلا من طبعه الغضب.
فكونوا ايجابيين، وابتعدوا عن السلبية في مقاربة الامور، مع حق الانتقاد البناء البعيد كل البعد عن مفهوم السلبية.