السابع من ابريل مشهد عالمي من التضامن مع غزة، والقادم أمام السفارات الأمريكية
كتب: رمزي عوض
شهد العالم في السابع من ابريل/نيسان 2025 مشهدًا استثنائيًا من التضامن الشعبي مع قطاع غزة، الذي يعاني منذ شهور من عدوان إسرائيلي متواصل أودى بحياة الآلاف من المدنيين، أغلبهم من النساء والأطفال، ودمّر البنية التحتية بشكل شبه كامل، كما دمر المستشفيات والمدارس ودور العبادة، فقد جاءت هذه الموجة التضامنية استجابة لدعوات شعبية ودولية، حملت شعار “إضراب من أجل غزة”، لتكون صرخة في وجه الصمت الرسمي والعجز الدولي، ولتجدد التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية في ضمير الشعوب.
في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وخاصة في الضفة الغربية، عمّ الإضراب الشامل المدن والقرى والمخيمات. أُغلقت المحال التجارية، وتوقفت الحركة في الأسواق، فيما علّقت الجامعات والمدارس والمؤسسات عملها، وجابت المسيرات الحاشدة شوارع مدن مثل رام الله، نابلس، الخليل وجنين، رافعة الأعلام الفلسطينية، ولافتات تطالب بوقف المجازر، وتدين التواطؤ الدولي.
وأصدرت القوى الوطنية والإسلامية بيانًا مشتركًا دعت فيه الجماهير إلى تحويل الإضراب إلى يوم غضب شعبي، يتصاعد فيه الحراك في مواجهة الاحتلال، مؤكدة أن وحدة الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج هي أقوى سلاح في مواجهة العدوان.
في لبنان، تفاعلت المخيمات الفلسطينية والشارع اللبناني مع دعوة الإضراب بشكل واسع. أُغلقت المدارس التابعة للأونروا، وشهدت مخيمات مثل عين الحلوة، برج البراجنة، والرشيدية مسيرات ضخمة، هتف فيها المشاركون لفلسطين وغزة. كما نظمت فعاليات لبنانية وفلسطينية وقفات احتجاجية أمام مكاتب الأمم المتحدة ومقار السفارات الغربية في بيروت، مطالبة برفع الحصار ووقف المجازر، كما كانت هناك مسيرات كشفية في مدن عدة وكانت مميزة في صيدا عاصمة الجنوب، حيث قدر المتابعون عدد المتضامنين بما يقارب مئة ألف نسمة.
اما في الأردن، فقد انطلقت وقفات طلابية في عدد من الجامعات مثل الجامعة الأردنية، وجامعة اليرموك، وجامعة العلوم والتكنولوجيا، رفع الطلاب خلالها لافتات كتب عليها “غزة تنزف.. والعالم يشاهد”، و”أوقفوا الإبادة”. وأعلن العديد من الهيئات الطلابية تعليق الدراسة والامتناع عن الامتحانات في هذا اليوم، تأكيدًا على رفضهم للصمت الدولي.
وفي المفرب شهدت العاصمة والمدن الكبرى تظاهرات ووقفات تضامنية شارك فيها آلاف المواطنين، ففي الرباط، نُظمت وقفة أمام البرلمان، بينما خرجت مسيرات ضخمة في الدار البيضاء وفاس.
وفي تونس، تحركت النقابات والاتحادات الطلابية بشكل جماعي، وشهدت العاصمة تظاهرة مركزية طالبت بقطع العلاقات مع الاحتلال ووقف كل أشكال التطبيع.
أما في الجزائر، فخرج المتظاهرون إلى الشوارع رافعين علم فلسطين ومرددين هتافات “الحرية لغزة” و”العار للصمت العربي”.
ولم يقتصر التضامن على الدول العربية، بل امتد إلى مدن أوروبية وأميركية لاتينية. ففي لندن وباريس وبرلين ومدريد، تظاهر الآلاف أمام السفارات الإسرائيلية ومقرات الأمم المتحدة. حمل المتظاهرون صور الأطفال الشهداء ورفعوا شعارات مثل “Gaza under fire” و “End Israeli apartheid”.
أما في أميركا اللاتينية، فقد برزت مظاهرات حاشدة في تشيلي والأرجنتين والبرازيل، حيث لعبت الجاليات الفلسطينية واليسار اللاتيني دورًا محوريًا في الحشد والتنظيم.
فيما ردد متضامنون من مناطق مختلفة حول العالم شعارات وهتافات دعت أن لايكون التضامن والغضب الا أمام سفارات الولايات المتحدة الأمريكية كونها الداعم الرئيسي للاحتلال في جرائمه ضد الفلسطينيين، وقد دعى المتضامنون ليكون يوم الجمعة الثامن عشر من ابريل يوم غضب شعبي آخر، بشكل اعتصامات أمام سفارات الولايات المتحدة الأمريكية حول العالم، للضغط على الحكومة الأمريكية كي تقف حرب الإبادة الجماعية التي يقوم بها الاحتلال الاسرائيلي في غزة.