كتبت صحيفة “النهار”:
لا تزال المنطقة تترقّب تداعيات الاغتيالَين المتزامنَين في الضاحية الجنوبية لبيروت وطهران، وما يُمكن أن يحمله ردّ “محور المقاومة” على إسرائيل وقطاعاتها العسكرية والأمنية، فيما تُبدي الولايات المتحدة دعمها الكامل لحليفتها حيال أيّ “تهديد”، وسط توقّعات بحدوث الردّ الإيراني “في الأيام المقبلة”.
وأعلن البيت الأبيض أنّ الرئيس الأميركي جو بايدن ناقش في اتصال مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، “عمليات نشر عسكريّ دفاعيّ أميركيّ جديدة لدعم إسرائيل ضد تهديدات مثل الصواريخ والطائرات المسيّرة”.
من جهتها، نقلت شبكة “سي أن أن” معلومات عن مسؤولين أميركيين تُفيد بأنّ “وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ناقشت مع القيادة الوسطى الأميركية التعديلات التي يجب إجراؤها على وضع القوات الأميركية في المنطقة. ولكن لم يتم اتخاذ قرار نهائي حتى ظهر الخميس”، فيما توقّع المسؤولون أنّ “الرد الإيراني قد يحدث في الأيام المقبلة”.
وإزاء التطورات في المنطقة، نشرت الولايات المتحدة ما لا يقلّ عن 12 سفينة حربية في الشرق الأوسط، بما في ذلك حاملة الطائرات “يو إس إس تيودور روزفلت”، وفرق هجوم برمائية وأكثر من 4000 من مشاة البحرية والبحارة، في أعقاب اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” #إسماعيل هنية في طهران، والقائد العسكري لـ”#حزب الله” فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وقد تمركزت المدمّرات في الخليج العربي وشرق البحر الأبيض المتوسط، علماً بأن الولايات المتحدة أعادت توجيه سفنها الحربية من البحر الأحمر.
ومنذ لحظة اغتيال هنية، توعّد الحرس الثوري الإيراني والمرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي بردّ “قاسٍ ومؤلم”، فيما لم تُعلّق إسرائيل على اغتيال هنية بعد.
وبحسب ما نقلت “سي أن أن” عن مسؤولين أميركيين، فـ”قد يشمل الرد الإيراني على اغتيال هنية هجمات على القوات الأميركية في العراق وسوريا من قبل ميليشيات بالوكالة مدعومة من إيران في المنطقة”.
وقال المسؤولون إنّ “إيران قد تصدر تعليمات لتلك المجموعات بالبدء بإطلاق النار على القوات الأميركية”.
وقال متحدّث باسم “البنتاغون”، الخميس، إنّ “وزارته ليس لديها معلومات لتقديمها بشأن تحركات القوات الأميركية أو التغييرات في حالة القوات في هذا الوقت”.
وذكر مسؤولون أنّ “الولايات المتحدة تتوقّع أن يكون الهجوم الإيراني المرتقب مشابهاً لوابل الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار التي أطلقت ضد إسرائيل في 13 نيسان الماضي، لكنّ هذا الهجوم قد يكون أكبر وأكثر تعقيداً من ذي قبل، بما في ذلك إمكانية شنّ هجوم منسّق مع وكلاء إيرانيين من اتجاهات متعدّدة”، وفق “سي أن أن”.
وبالأمس، حسم الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن #نصرالله موقف الحزب السياسيّ حول عملية اغتيال قائده فؤاد شكر ، مؤكّداً أنّ “الردّ الحتميّ آتٍ”، متوجّهاً إلى إسرائيل بالقول: “بيننا وبينكم الأيام والليالي والميدان”.
وقال نصرالله: “على العدوّ ومن خلفه أن ينتظروا ردّنا الآتي حتماً… نبحث عن ردّ حقيقيّ، وليس شكلياً، وعن فُرَصٍ حقيقية، وعن ردّ مدروس جدّاً، والقرار بيد الميدان”.