الردّ الإيراني سيكون من طهران على عدوان “إسرائيل” ويغيّر قواعد الاشتباك
السيّد نصرالله يرى المنطقة تتجه الى تحولات والعدو يشعر بخطر وجوده
الكاتب: كمال ذبيان- الديار
خطاب الامين العام “لحزب الله” السيد حسن نصرالله في يوم القدس العالمي والسنوي امس الاول، كان مفصلياً، لانه اتى بعد يومين على العدوان الاسرائيلي على القنصلية الايرانية في دمشق، التي سقط فيها قادة من “الحرس الثوري الايراني” وابرزهم العميد محمد رضا زاهدي، الذي له دور بارز وفاعل في “محور المقاومة”، لجهة تسليح وتعزيز قدرات فصائل المقاومة التي تخوض معارك مع الكيان الصهيوني، وقواعد اشتباك، وفق الموقع الجغرافي والابعاد الاستراتيجية والاقتصادية والعسكرية من العراق الى سوريا ولبنان واليمن، في دعم للمقاومة في غزة، التي صمد مقاتلوها بعد ستة اشهر من الحرب التدميرية والابادة الجماعية عليها.
فانتظار الرد الايراني على القصف الاسرائيلي للقنصلية، هو ما وضع الكيان الصهيوني امام حالة استنفار وتأهب، حيث يسود القلق لدى الصهاينة ليس في داخل “اسرائيل”، التي دب الرعب في صفوف مستوطنيها، بل شمل الهلع السفارات في الخارج فاقفلت 28 منها في عدد من الدول، وهي المرة الاولى التي يشعر الاسرائيليون بالخطر الكبير عليهم، وقد حذرهم المرشد العام “للثورة الاسلامية” في ايران لاسيد علي خامنئي، بان الرد آت وسيكون قاسياً جداً، في وقت اعلن رئيس هيئة الاركان في الجيش الايراين اللواء محمد باقري ان عمر “اسرائيل” انتهى وهي الى زوال، وقد وصفها قائد “الثورة الاسلامية” الامام الخميني بانها “غدة سرطانية” يجب اقتلاعها.
في هذا المستوى العالي السقف، سيكون الرد الايراني، ومن الجمهورية الاسلامية تحديداً، وليس من حلفائها في محور المقاومة، لان الاعتداء حصل على الارض الايرانية في القنصلية، ومنها سينطلق، حيث لا احد يعلم شكل الرد واين وكيف؟ وهو ما اشار اليه السيد نصرالله في خطابه، وقال اننا ننتظره، ولا محالة آت، وقد لا يكون بعيداً في التوقيت، وفق ما يؤكد قيادي بارز في المقاومة، الذي يشير الى ان القرار اتخذ بالرد في طهران، وان العد العكسي بدأ والمهلة قصيرة جداً.
والمنطقة بعد الرد الايراني لن تكون، كما هي عليه الآن، وان تحولاً سيحصل في المواجهة مع العدو الاسرائيلي، واعلن عن ذلك السيد حسن نصرالله في خطابه ووعده الصادق بعد ان حصلت حماقة رئيس حكومة العدو الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الى وضع كيانه الغاصب امام احتمالات عديدة منها نهايته، وهو ما يعلن عنه قادة العدو انفسهم من كل المستويات السياسية والعسكرية والدينية، بان “اسرائيل” مقبلة على “الخراب الثالث”، ومعه تنتهي سبعة عقود من عمر الدولة العبرية، التي تستند بوجودها الى مزاعم توراتية وتلمودية، حيث يشجع المتطرفون اليهود الزحف الى المسجد الاقصى وتدميره، واعادة بناء هيكل سليمان، والذي عليهما ستكون المعركة وجودية ومصيرية من مفهوم دينيين.
من هنا، فان الايام المقبلة ستكون حافلة بالتطورات في الحرب مع العدو الاسرائيلي، الذي يمر في اخطر مرحلة منذ اغتصابه لفلسطين، وهو لم يعد في مقدوره تحقيق انتصارات عسكرية، وتوسيع احتلاله للاراضي، ودعوة اليهود في العالم للمجيء الى “ارض الميعاد” والاستيطان فيها، وهذا ما حصل خلال 75 عاماً من نشوء الكيان الغاصب، الذي يشهد هجرة معاكسة، منذ عملية “طوفان الاقصى” في 7 تشرين الاول الماضي، وتهجير نحو 300 الف مستوطن من غلاف غزة وشمال فلسطين المحتلة، مع انهيار اقتصادي، وازمة مالية، وترك مؤسسات وشركات الاستثمار في دولة مهددة بوجودها.
لذلك شدد السيد نصرالله في خطابه على الانتصار الذي تحققه المقاومة، التي يؤكد الامين العام “لحزب الله” بانها لن تكون مهزومة، والمعركة مع العدو الاسرائيلي، ليست محدودة في الزمان والمكان، والميدان هو الذي سيرسم الى اين المصير، حيث كان لافتا فيما اورده في كلامه، من رسائل الى من استسلم “لاسرائيل”، وترك الشعب الفلسطيني يقتل امام اعين العالم، الذي بدأ يتصرف على وجه الكيان الصهيوني البشع وعلى الاجرام الذي يمتاز به قادة العدو من كل الاتجاهات.
فتوسيع الحرب قرار اتخذه نتنياهو ومن معه في الحكومة الاسرائيلية، وهو سيندم على ما فعله منذ ستة اشهر للحرب على غزة، وقبل ذلك منذ 75 سنة، وان احتمال ان يخرج الوضع العسكري عن السيطرة، وتتغير قواعد الاشتباك امر وارد، وفق ما يقرأ بعض المتابعين العسكريين لمسار الحرب، التي لم تتمكن الامم المتحدة ولا قرار مجلس الامن الاخير 2728، ومحكمة العدل الدولية، ولا التحذيرات الدولية ومنها اميركية، من لجم جموح الحكومة الاسرائيلية ورئيسها من الاستمرار في الحرب، والتوقف عن التهديد باجتياح رفح وقتل من فيها مع النازحين اليها، ودفع المواطنين الى النزوح
فالصفعة للعدو الاسرائيلي، هو ما قرر السيد خامنئي ان ايران سترد هي بنفسها، وعبر اداتها العسكرية، وسبق لها وردت على اعتداءات حصلت على اراضيها، بالتفجيرات او الاغتيالات، ولن تتردد في ذلك، كما اعلن اكثر من مسؤول ايراني، حيث بدأ الاعداد لنوع الرد ومكانه وزمانه، اذ يحبس العالم انفاسه على ما ستكون عليه المنطقة خصوصا والعالم عموماً، وان طهران تمتلك صواريخ “باليستية” تستهدف امكنة في “اسرائيل”، التي بدأت تشعر بخطر وجود كيانها، اذ ما دخلت ايران الحرب مباشرة