الرامبو الجديد!
كتب مدير “مركز بيروت للأخبار” الأستاذ مبارك بيضون:
نتنياهو رامبو العصر، يتحدث عن الحضارة والهمجية، كيف لا وهو الثعلب المخادع الماكر! فهل ما فعله نتنياهو من تدمير للبيوت والمساجد هو طريقة “حضارية”..! أسلوبه تشمئز له الأبدان والضمائر، ولا ننسى الكنائس التي كان لها حصة كبيرة أيضًا من التدمير الممنهج.
جمع “نخبة” من “المفكرين” داخل الكونغرس الأميركي، معظمهم “مميزون” يفهمون لغة التصفيق، على وقع سرد القيصر من على منبر، يخال نفسه الواعظ المتحدث باسم الأمة، التي صنعت الأمجاد، والحريات، هذا على صعيد النصوص، ولكن بأفعالها وممارساتها وتجاوزتها للحريات، أثبتت العكس، فكانت عمليات دهس وتركيع لأصحاب البشرة السوداء، وإطلاق النار عليهم من دون سابق إنذار.
يتحدثون عن الحضارة، وسجنُ أو غريب شاهد على ذلك، ومن ينسى كل الممارسات سابقًا للأميركي، وينظر إلى ما يجري اليوم في غزة، سيدرك أن “حنا كما حنين” لذلك لم يبق من أطفال غزة سوى أشلاء لحوالي 11 ألفًا، ما عدا الأمهات تحت الركام، أطفال لم يتجاوز بعضهم 5 سنوات، ويتباهى الرامبو الجديد نتنياهو أنه استطاع أن يقضي على 3500 امرأة حامل، فهو هو الذي ارتكب فظائع العصر التي لن ينساها كل الأجيال.
عن أيّ حضارة تتحدث يا نتنياهو؟! وقد جعلت من التاريخ “أسطورة مميزة” على مقياس الأكاذيب المبتكرة، علك تغير فيها ما كتبه الواقع وما تشهده الأيام موثق لا تحريف فيه، الكل يعلم أن من كان يضرب المجانيق في الماضي على المقدسات، هم أعداء الأمة والإنسانية والقضية، علهم يمسحون تاريخًا ستره تاريخ الشهداء.
واليوم تضرب وتتعجرف لتمس قضية اسمها فلسطين، بشيبها وشبابها ونسائها اطفالها، لكن الدماء الزكية تثمر صدمة على طريق الحرية والبقاء، لقد قالوا عنك: إنك أسوأ زعيم في خلال ألفي عام، ومن قالها هم من ناسك وربعك، لقد قالو فيك: إنك مجرم وكذاب، ومنهم من قال: إن كل ما تفعله ناتج عن خوفك على مستقبلك السياسي، وتُهم الفساد الغارق في بحرها، حيث سيكون مصيرك السجن في نهاية المطاف، والتاريخ أيضًا لن يرحمك… وكل قريب آتٍ لا محالة!