لفت البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، إلى أنّ “السّبت والأحد الماضيين، لبيّت دعوة الرّئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمشاركة في إعادة فتح كاتدرائيّة Notre Dame de Paris، بعد ترميمها من الحريق. فشاركت نهار السّبت في الاحتفال وصلاة المساء، واستمعنا فيه إلى كلمة الرّئيس، وإلى الرّسالة الّتي وجّهها البابا فرنسيس، الّتي تلاها السّفير البابوي في فرنسا أثناء صلاة المساء”.
وأشار، خلال ترؤسه قدّاس الأحد في كنيسة الصّرح البطريركي في بكركي، إلى أنّ “صباح الأحد الثّامن من كانون الأوّل الحالي، شاركت بدعوة من رئيس أساقفة باريس المطران Laurent Ultrich، مع عدد من الأساقفة والكهنة في تكريس مذبح الكاتدرائيّة، دائمًا بحضور الرّئيس الفرنسي والسيّدة الفرنسيّة الأولى، الرّئيس الأميركي المنتخَب دونالد ترامب، رؤساء الدّول وملوك ورؤساء وزراء؛ وسواهم من الشّخصيّات العالميّة”.
وتوجّه البطريرك الرّاعي بالشّكر إلى ماكرون، “الّذي خصّني بهذه الدّعوة، وبمواكبة درّاجتَي بوليس طيلة اليومين، وبالدّعوة إلى العشاء في قصر الـÉlisée، وتخصيصي بمكان مميّز بوجهه وترامب”.
وركّز على أنّ “في ضوء الأحداث الّتي جرت في سوريا في هذين الأسبوعين الأخيرين، نوجّه التّحيّة إلى مطارنة وأبناء أبرشيّاتنا المارونيّة الثّلاث في كلّ من حلب ودمشق واللاذقيّة، وإلى سائر الكنائس الكاثوليكيّة والأرذوكسيّة والإصلاحيّة الزّاهرة في سوريا. إنّ سوريا هي مهد المسيحيّة المتجذّرة فيها منذ بدايتها. وبالتّالي، عاش المسيحيّيون فيها بإخلاص لها، وأعطوها من صميم قلوبهم لحماية العيش المشترك والعدالة والسّلام والحريّة وحقوق الإنسان”.
كما أكّد أنّ “اليوم، لا بدّ من مدّ اليد لجميع المكوّنات السّوريّة، للتّعاون في بناء البلاد، مع التّأكيد على أهميّة بناء سوريا على أساس من المواطنة والمساواة دونما تمييز دينيّ أو طائفيّ أو عرقيّ أو ثقافيّ. ولا بدّ من حثّ المسيحيّين على الإنخراط في العمل الوطنيّ والسّياسيّ”.
وأوضح الرّاعي أنّ “اللّقاء الّذي جمع السّلطة في “هيئة تحرير الشام” مع مطارنة حلب وكهنة دمشق كان مطمئنًا، ونرجو أن يستمرّ كذلك. وقد أعرب المطارنة والكهنة عن رغبتهم في العمل معًا، والمشاركة في إدارة الشّؤون العامّة لمصلحة المواطن السّوري بشكلٍ عام والمسيحي بشكلٍ خاص”، مشدّدًا على أنّه “على المسيحيّين أن يعيشوا حضورهم الطّبيعي والفعّال في مجتمعهم السّوري، لكونهم مكوّنًا أصيلًا فيه وأساسيًّا”.
وذكر أنّ “في لبنان، تستعدّ الكتل النّيابيّة بتشاوراتها لانتخاب رئيس جديد للجمهوريّة في التّاسع من كانون الثّاني المقبل. ونحن من جهتنا نرافقهم بالصّلاة لكي يتوصّلوا إلى الإتفاق على شخص الرّئيس أو إلى أكثر من مرشّح، ويُصار إلى عمليّات الإقتراع المتتالية حتّى انتخاب الرّئيس الأنسب لخير البلاد واللّبنانيّين”.
وختم: “من أجل هذه النيّة نصلّي، ومن أجل السّلام العادل والشامل في سوريا، ومن أجل جعل وقف إطلاق النّار بين إسرائيل ولبنان سلامًا دائمًا وعادلًا وشاملًا. فالله سميع مجيب له”.