الراعي:نحيي مؤتمر باريس الذي وضع خريطة طريق لحل دبلوماسي في لبنان
اعتبر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أنه من المؤسف أن الحرب بين حزب الله وإسرائيل خرجت عن نظامها الدولي اذ راحت تحصد أطفالا ونساء ومدنيين عزل ومؤسسات انسانية، قائلا: “فاق عدد القتلى 2500 شخصا من جهة لبنان، بالإضافة الى تدمير كامل للمنازل والمؤسسات، وعشرات آلاف الجرحى، وتهجير ما يفوق الـ1.300.000 مواطن. إننا نصلي ونعزّي أهالي الضحايا، ولا سيما ضحايا الجيش اللبناني، وضحايا الاعلام الذين سقطوا في حاصبيا وهم نيام ليل أمس الأول: غسان نجار ومحمد رضى من تلفزيون الميادين، ووسام قاسم من تلفزيون المنار”.
وفي عظة قداس الأحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، قال الراعي: “يسعدني أن أرحب بكم جميعًا، بعد عودتي من روما حيث تشرّفت بمقابلة قداسة البابا فرنسيس وقدمت له ثلاث وثائق عرضت فيها لقداسته: أولا: الوضع السياسي الراهن في لبنان ومسألة انتخاب رئيس جديد للجمهورية. ثانيًا: الوضع الإنساني والاجتماعي في ظل العدوان الحاصل على لبنان وقضية النزوح ومواكبة الكنيسة ومؤسساتها له، وثالثًا: بيان القمة الروحية المسيحية – الإسلامية التي انعقدت يوم الأربعاء 16 الحالي في بكركي. وأكد قداسته صلاته الدائمة للبنان وشعبه كما ابدى حرصه الشديد على المحافظة على دور لبنان ورسالته في التعددية والحوار بين الأديان وعلى رسالة المسيحيين فيه”.
وأضاف: “في غمرة التحديات القاسية التي يواجهها لبنان، نشكر الله على نجاح القمة الروحية الإسلامية – المسيحية التي انعقدت في بكركي قبيل توجهنا الى روما. وقد أكدت كسابقاتها على جملة ثوابت وحقائق كانت ولا تزال في أساس الكيان اللبناني بدءًا من وحدة اللبنانيين الراسخة في كنف دولتهم وفي كنف الشرعية الدولية وصولاً الى تضامنهم الإنساني والأخوي الذي يتجاوز كل اختلاف سياسي. وكان اجماع من القادة الروحيين على أن مدخل الحلول لأزماتنا هو انتخاب رئيس للجمهورية يكون حاميا للدستور وضامنا لوحدة اللبنانيين. وفي هذا السياق سوف نتابع مع الإخوة رؤساء الطوائف كافة آليات تحقيق مضمون بيان هذه القمة التي شكلت علامة مضيئة في عتمة هذه الأيام وقد لاقت ارتياحا داخليا وخارجيا خصوصا لجهة تجسيد صورة لبنان الحقيقية بتعددية طوائفه”.
وتابع الراعي: “اننا نحيّي مؤتمر باريس الذي انعقد في الرابع والعشرين من هذا الشهر الذي وضع خريطة طريق كحل دبلوماسي للحرب الدائرة بين إسرائيل وحزب الله، وقوامها ثلاث نقاط: أولا: وقف إطلاق النار فورا بين حزب الله وإسرائيل. ثانيا: تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701(2006)، وخصوصا انتشار الجيش اللبناني في جنوبي الليطاني. ثالثًا: انتخاب رئيس الجمهورية بأسرع وقت.
وشكر الراعي الدول التي تمثلت في هذا المؤتمر، “على جمع مليار دولار أميركي للبنان، مفصل توزيعها وبشكل تصل الى الموجهة إليهم”.