عامان مرا على تفجير مرفأ بيروت لم يتغير شيء في القصة سوى الأرقام .
عدد الأعوام ،وعدد الضحايا ،وعدد الشهداء،وعدد القضاة المعنيون بالملف .
الحقيقة ما تزال حبيسة الأدراج ،علما انها اكتملت ، لكن قرار طرحها في متناول الجميع لم يصدر بعد وربما لن يصدر .
مجريات الامور تفيد بأن القرار المراد الآن هو المراوحة ، والتي تعيدنا الى قضية استشهاد الرئيس رفيق الحريري ، الذي اغتيل ،وحقيقة اغتياله حتى اللحظة لم تظهر .
الساعة السادسة وسبع دقائق من بعد ظهر يوم الرابع من اغسطس من العام ٢٠٢٠ ،تاريخ لا ينسى ،ليس فقط بداية الشؤم على مئات العائلات ، بل على كل اللبنانيين ..الذين اختنقوا معيشيا أكثر ،وزادت الضغوط عليهم بعد التفجير .
وللعلم ، تبلغ مساحة المرفأ الإجمالية مليونا و200 ألف متر مربع، كما تبلغ مساحة المسطح المائي مليونا وألفي متر مربع، كذلك، يتألف من أربعة أحواض، يصل عمقها إلى نحو 24 مترا، مع 16 رصيفا، وأربعة مستودعات للبضائع العامة بمساحة إجمالية تتجاوز 25 ألف متر مربع، مع ستة مستودعات تبلغ مساحتها نحو 5231 مترا مربعا، مخصصة لعمليات التجميع والسيارات وبضائع أخرى.
والتفجير الذي اطاح بهذه المساحة وما تحويها لم يعطل عمل المرفأ اذ أنه وبعد فترة قصيرة استعاد قدرته التشغيلية نسبيا ،ولكن ما هو مستمر ،ولم يتوقف للحظة هو الاستثمار السياسي للكارثة ، وكما في كل حدث كبير ، توجه أصابع الاتهام الى فريق بعينه يشكل اليوم الضمانة الوحيدة للبنان والحامي لحقوقه .
وُجِّهَ التحقيقُ ليستهدف ذات الفريق الذي تستهدفه الأزمة المفتعلة بشكل كامل في لبنان،محاولة النيل منه ، لأنه الجهة التي تقف حائط الصد بوجه مخططات الكيان الاسرائيلي ، ورغم الفشل الذي منيت به الحملة حتى الآن ، لا زالت بعض الاقلام وبعض مؤسسات المجتمع المدني وايضا بعض الدول الكبيرة تسعى جهدها لقلب الحقائق من أجل تحقيق مكاسب على حساب المواطن اللبناني ومستقبله ومستقبل أبنائه ،وما يدعم هذا الهدف ولاءات السلطة وتقصيرها عن تحصيل حقوق اللبنانيين .
وفي لفتة لا بد منها حول الترويج لاستبدال مرفأ بيروت واتخاذه بديلا عن مرفأ حيفا اقليميا ، يعتقد سياسيون وخبراء أن الأمر بعيد عن المنطق ، ويراد منه الاصطياد في الماء العكر ليس الا ، فالاهمية الاستراتيجية التي يحتلها لبنان وموقعه الهام جغرافيا لا يمكن أن يوضعا خارج النقاش في هذه المسألة .
ولأن قلب اللبناني كبير ويتحمل الكثير ، صادف ان تنهار اجزاء من صوامع تخزين الحبوب الضخمة ، بعد حريق استمر لأسابيع ، قبل أيام قليلة من الذكرى الثانية للانفجار..والى أن تظهر الحقيقة لا يسعنا الا القول “أعان الله اهالي الضحايا وألهمهم الصبر على ما حل بهم وكذلك باللبنانيين “