بالرغم من الأجواء السلبية التي تحيط بلبنان إن من الناحية الأمنية بسبب الحرب المستمرة على حدوده مع الجنوبية مع فلسطين المحتلة ، إضافة إلى التدهور الاقتصادي والإجتماعي والمالي ، ناهيك عن الضغط الاقليمي والدولي بسبب الحرب الاسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ السابع من اكتوبر من العام الماضي .وأمام هذه التطورات الخطيرة داخلياً وإقليمياً ودولياً تحركت كتلة الاعتدال النيابية حيث قامت بالعديد من الجولات على الكتل النيابية، فقد بات واضحاً ان هذه الكتلة بالتحديد تهدف لتعطيل انتخاب رئيس للجمهورية ، أو الوقوف في وجه الوزير السابق سليمان فرنجية المرشح الأبرز لرئاسة الجمهورية خاصة بعد الأصوات التي أعطيت له في جلسة الانتخاب المنشودة.
وأمام كل ما يجري لا بدَّ وبحسب المصدر التطرق إلى الخطط التي قامت كتلة الاعتدال النيابية ، والتي هدفت إلى التركيز على أن حزب الله وحركة أمل لا يريدان انتخاب رئيس للجمهورية أو يريدان تعطيل الانتخاب ،ويتابع المصدر ان” البعض أوحى أن الرئيس نبيه بري غير موافق على المبادرة ، علما أن كتلة الاعتدال زارت عين التينة كما زارت معراب وباقي الكتل النيابية، مما يثبت زيف الكلام ، كما أكد المصدر أن “لا علاقة للسعودية بهذه المبادرة ، لكن للخارج دوره الذي يتمثل بدور اللجنة الخماسية والتوافقات اللبنانية.
ويشير المصدر أن “تحرك كتلة الاعتدال وطرحها للمبادرة كان هدفه كما اعتقد البعض انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن ، لكن مجريات الأحداث أظهرت ان المبادرة قد تساعد وتساهم في انتخاب رئيس الجمهورية، علما بأن كتلة الاعتدال التي تميزت عن باقي الكتل في الاستحقاقات السابقة والتي تعتبر نفسها بأنها تقوم بتقدم مهم ، لم تظهر نتائجه الملموسة على المستوى السياسي .�من هنا يؤكد المصدر ضرورة ذهاب الكتل النيابية إلى حوار داخلي أو ما يسمى باللقاء التشاوري من أجل انتخاب رئيس للجمهورية ، وأن الحوار الداخلي الذي يرعاه مجلس النواب ضمن الأطر الدستورية السليمة لا بد منه ، وما على كتلة الاعتدال إلا إيصال ما سمعته من رسائل دقيقة وواضحة خلال اللقاءات التي أجرتها وعدم تصوير المشهد بأن الأمور سلسة وسهلة في الانتخابات الرئاسية في لبنان. كما ان الرئيس نبيه بري يعتبر كتلة الاعتدال هي جزء من الحوار والتحاور وان كانت بعيدة عن طاولة مستديرة ، هذا ما يقوله الرئيس ضمن جلساته الخاصة وفي الصالونات المغلقة ويؤكد بأن هذا العمل هو عمل ايجابي يصب في خانة كل ما له علاقة بتطوير الحوار والمفاوضات بشأن الوصول إلى انتخاب رئيس للجمهورية ، وهو يزيل بعض العقبات من أمام جلسة الحوار التي بالنهاية لا بدَّ منها.
تتمسك كتلة «الاعتدال الوطني» بمبادرتها خاصة بعد دعم المجموعة الخماسية والبطريرك الماروني بشارة الراعي ومجلس المطارنة الموارنة، الذي أكد أن هذه المبادرة مستمرة»، مشيراً إلى أن «الشكليات والآليات، تفاصيل لن تمنع استمرارنا بتحركنا لإنهاء هذا الشغور». ومع تحركة كتلة “الاعتدال الوطني ” والتي حملت اجواء وطنية لابد وأن هذه المبادرة تترجم بإيجابية وتقرب المسافات بين الكتل ، وتدفعهم للجلوس إلى طاولة حوار ينتخبُ من خلالها رئيس للجمهورية ضمن معايير حقيقية و رئيسية وذات بعد يتناسب مع الواقع الوطني الذي نعيشه.