الاخبار الرئيسيةالصحافة اليوممقالات

الرئاسة الثالثة… تكرّم المعارضة أو تهان؟

الرئاسة الثالثة... تكرّم المعارضة أو تهان؟

كتب ميشال نصر في “الديار”:

مطمئنا الى نتائج معركة بقائه في السراي، انطلق رئيس حكومة تصريف الاعمال الى دمشق للقاء “حاكم سورية الجديد” احمد الشرع، واضعا “الحجر الاساس” في رحلة بناء العلاقات السورية – اللبنانية، وفقا لما جاء في تعهدات خطاب القسم، تاركا خلفه معارضة لبنانية تتناحر فيما بين اطرافها، املا في اثبات وجهة نظرها، بتغيير واصلاح جديين، من جهة، وقلبها للمعادلات السياسية السابقة، من جهة ثانية.

وفي انتظار الترجمة العملية، وعشية الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس حكومة، انطلقت الاجتماعات بين الكتل النيابية لحسم خياراتها وسط تخوف من مرحلة تجاذب وانقسام في الرأي بين من يؤيد عودة الرئيس ميقاتي ومن يرفضها بالمطلق معتبرا الاستشارات معركة لاسقاط رئيس حكومة تصريف الاعمال.

تزامنا مع انطلاق المعركة الحامية لاختيار رئيس الحكومة، اتصل ولي العهد السعودي برئيس الجمهورية مهنئا موجها دعوة له لزيارة المملكة، المعنية الاولى بالرئاسة الثالثة، على ما تفترض كل القراءات، عشية خلط اوراق ستشهده الساحة السنية، نتيجة التطورات السورية من جهة، والاحتفال الكبير الذي بدأ تيار المستقبل التحضير له بمناسبة ذكرى 14 شباط، رغم تقاطع المعلومات على ان التواصل بين الشيخ والمملكة ما زال مقطوعا.

وسط هذا المشهد بدا واضحا ان ثمة في المعارضة من يحاول التخفيف من وقع صدمة الانتصار المبدئي لرئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي على غريمه مرشح المعارضة العتيد، بالتاكيد ان العبرة ليست في الاشخاص بل في الافعال، والاهم ليس رئيس الحكومة بل الطقم الوزاري، على ما اشارت مصادر سياسية، متوقعة ان تخسر المعارضة وتحديدا “مجموعة الـ31” التي اعتبرت نفسها صانعة العهد، رهانها الاول، خصوصا ان تصاريح قيادييها رفعت السقف الى حدود خيالية.

اما النقطة الثانية التي اشارت اليها المصادر فتتمثل في البيان الوزاري، الذي وفقا للتجارب اللبنانية يبقى حبرا على ورق في حال عدم توافر الظروف الداخلية والاقليمية والدولية، خصوصا ان الاهم من الجزء السياسي هذه المرة، والذي وفقا لكل المعطيات “محلول” وصيغة العبارة انجزت، هو الملف الاقتصادي، الذي وان بات بجزئه الاعماري منجزا بحكم التسوية، الا ان جزءه الآخر لن يكون دون وجع اللبنانيين، الذين سيدفعون فاتورة الاصلاح في حال تقرر السير به.

في كل الاحوال، ووفقا للمصادر فان جبهة المعارضة التي نجحت الضغوط الدولية في جمعها، قد تشتت مع خروج النواب من جلسة الانتخاب، مع تحولها الى معارضات، دخلت على خطها وبين خيوطها المصالح والحسابات الوزارية والانتخابية، كذلك الحسابات السياسية، تماما كما فعل اللقاء الديموقراطي، الذي يخوض المعارك على قاعدة “ضربة عالحافر ضربة عالمسمار”، فيختار جوزاف عون لرئاسة الجمهورية، “متحديا” الثنائي الشيعي شكلا، ويراعي الثنائي بنجيب ميقاتي، “فارطا” المعارضة التي شكل نواتها، تماما كما فعل زمن انتهاء صلاحية الرابع عشر من آذار.

وفي آخر مستجدات المشاورات، كما ان ثمة معركة بين المعارضة والموالاة، ثمة معركة اخرى داخل ما تبقى من معارضة، تحت عنوان التغييريين، بطلها نائب دائرة بيروت الثانية، ابراهيم منيمنة، المصر على ترشيح نفسه، في مواجهة مع غريمه في الدائرة فؤاد مخزومي، حيث كان قام خلال الفترة الماضية بسلسلة اتصالات مع الثنائي الشيعي بعيدا عن الاضواء، لتسويق نفسه، دون ان يحصل على اي جواب.

وهنا تسأل المصادر، ها ان “كونسلتو” الانتخابات الرئاسي الدولي والاقليمي، سيعود الى العمل مرة جديدة، بالترغيب والوعيد، لتمرير رئاسة الحكومة، ام ان الدول المعنية تركت الامر لاطراف الداخل، ما دامت الاكثرية المطلوبة لتمرير الرئيس العتيد مضمونة واخراج المعركة ديموقراطيا محبذا؟

وعليه فان خيبة المعارضة، بجزئها المسيحي، باتت قاب قوسين او ادنى، في اول امتحان للعهد، وفقا لقيادييها، وهو ما سيفرض عليها الانتقال الى المرحلة الثانية من تسمية الوزراء وتوزيع الحقائب “مهشمة” و “ضعيفة”، خصوصا ان قوى الممانعة ترى في استحقاق الرئاسة الثالثة دليلا على دورها الثابت في المعادلة الداخلية وقوتها السياسية التي لم تتاثر بالحرب الاسرائيلية، والاهم على انها شريك اساسي في الحكم والعهد الجديد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى