الاخبار الرئيسيةمقالات

الرئاسة الاولى تتوقف عند التوافق الممكن والخيارات صعبة

كتب مبارك بيضون

في غمرة الغرق في الفراغ الرئاسي، والشلل الحكومي، وتحول المجلس النيابي من مجلس تشريعي الى مجلس انتخابي، يطرح كل فريق سياسي مواصفاته لرئيس الجمهورية، دون الغوص بأسماء جدية من شأنها ان تكون موضع إجماع لبناني نظرًا لعدم قدرة فريق واحد من حسم الأمور تجاه اسم واحد، بأن يؤمن له 65 صوتًا لينصب سيدًا لقصر بعبدا من الدورة الثانية.

يوم أمس طرح الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مواصفات الحزب لشخص الرئيس، والتي تلخصت بأمرين، الأمر الأول هو أن يكون الرئيس المقبل كائنًا من يكن شجاعًا لا يخاف، ولا يسقط تحت التهديدات الأمريكية، والأمر الثاني أن لا يطعن المقاومة في ظهرها، وتحت هذين المطلبين تسقط كل الأسماء المطروحة في سباق الوصول الى كرسي بعبدا، نظرًا لتبعية المرشحين لدوائر الإدارة الأمريكية إن كان من خلال تمويل المؤسسات التابعة لهم، أو من خلال موقفهم الصريح من سلاح المقاومة.

وبالتالي وحسب مصادر مطلعة على البازار الرئاسي أكد على أن “الجلسات المقبلة سوف تكون حاسمة تجاه بروز أسماء جدية قادرة أن تصل إلى سدة الرئاسة”، وأضاف المصدر ” أن الأسبوع المقبل سيحفل بلقاءات موسعة مع مرجعيات سياسية، لتذليل بعض العقبات والتوصل لاتفاق مرضي للتوصل الى تبني ترشيح شخصية لانتخابات الرئاسة.”

وأشار المصدر إلى أن “التفاهمات ستجري حول مرحلة ما بعد الانتخابات، أي حول شكل الحكومة وتوزيع الحصص بين الكتل” في محاولة لتأمين 65 صوتًا لاسم معين ليتم طرحه في الجلسات المقبلة كمرشح مدعوم من فريق 8 آذار إضافة إلى كتلي الاعتدال الوطني واللقاء الديمقراطي.

وهذا ما يتقاطع مع عدم تحديد رئيس مجلس النواب نبيه بري موعدًا لجلسة الانتخاب السادسة، في إنتظار ما ستؤول إليه التفاهمات المقبلة، خاصة أن الجلسات باتت جزءً من الفولكلور اللبناني في الإنتخابات الرئاسية، خاصة أن رفض الحوار الجماعي اضطر الثنائي الشيعي من عقد حوارات ثنائية بين الحلفاء بغية عدم إطالة أمد الفراغ الذي لن يطول أكثر من 3 جلسات، وذلك حسب المصدر. والذي لفت إلى أن ” توافق على اسم رئيس بين قوى 8 آذار قد يضطرهم إلى السير به دون موافقة باقي الأطراف نظرا لرفضهم الحوار وتمسكهم باسم مرشح تحدي غير قادر على حيازة إجماع وطني.”

في المحصلة، يبدو أن لبنان على موعد قريب من سد فراغ الرئاسة، في ظل مفاوضات ستنتهي بتسوية ترضي التيار الوطني الحر، صاحب أكبر كتلة مسيحية في البرلمان، والذي لن تجري هذه الخطوة دون رضا منه، وذلك في سبيل الحفاظ على الميثاقية في بلد الطوائف.

زر الذهاب إلى الأعلى