فن في المماطلة والتلكؤ ، ربما باتت هذه الدروس تعطى للسياسيين في لبنان ، كيف لا وهم الذين لا يدركون خطورة المشاكل إلا إذا وقعنا فيها ، وحتى تحديد واستحضار الحلول ، يحتلطُ الحابل بالنابل ، ولعل القرار الأهم الذي تواجهه الطبقة السياسية في لبنان اليوم هو ملف ترسيم الحدود مع العدو الإسرائيلي ، والتنقيب عن النفط والغاز .
يتصاعدُ التوتر بين لبنان والعدو الإسرائيلي ، خصوصاً بعد كلمة الأمين العام لحزب الله التي حصر فيها كلمته تحديداً حول ترسيم الحدود مع العدو ، واقتراب السفينة اليونانية للتنقيب لإسرائيل .
الرجل الذي كان هادئاً ، تحدث عن مرحلةٍ جديدةٍ سماها بمرحلة المعركة على الثروات ، مشيراً الى أن لا يحق لأحدٍ أن يتعدى على ثروة لبنان ، وإذا فكر أحدٌ بهذا فالمقاومة بالمرصاد .
وفي المعلومات فإن السفينة الإسرائيلية ستبدأ بإستخراج الغاز في المنطقة المتنازع عليها مع لبنان أي ما بين الخطين 23 و 29 .
مصدرٌ سياسي خاص أكد ، أن اللواء عباس ابراهيم تبلغ قبل سفره الى الولايات المتحدة الأمريكية عن مسار السفينة، وان إسرائيل لا تريد استفزاز الجانب اللبناني، وما هي الا ضمن المسار التفاوضي غير المباشر بين لبنان والكيان الاسرائيلي والذي بدأ في تشرين الأول 2020 .
ويتابع المصدر الى أن اللواء عباس ابراهيم حمل معه ردًا لبنانيًا موحدًا حول ضرورة استمرار المفاوضات حول المناطق المتنازع عليها، مع العمل على البدء بالتلزيمات الممكنة لبدء عمليات التنقيب والاستخراج من البلوكات اللبنانية، مما يساعد في إنعاش الوضع الإقتصادي المتأزم والذي أدى الى انهيار كامل . ويشير المصدر أن القوى المعنية بملف الترسيم ومسار السفينة يعرفون جيداً كل ما يجري ، وأكدت أميركا للواء ابراهيم أن الجانب الإسرائيلي لن يقوم بأي اجراءات تؤدي الى التوتر ، وهذا ما كان واضحًا برسو السفينة جنوب الخط 29، مع تصريحات اسرائيلية على لسان وزير الدفاع أكد فيها على أن النزاع مع لبنان سيتم حله بالطرق الديبلوماسية وعبر الوساطة الأمريكية.
ويتابع المصدر أن الوسيط الأمريكي “آموش هوكشتاين” سيصل الى لبنان ليل الأحد ، وأن لبنان مصر على اعتماد الخط 23 كخط لبناني ثابت، واعتبار الخط 29 خطًا تفاوضيًا، مع تدخلات فرنسية للمحافظة لإعادة رسم خارطة المشهد اللبناني ضمن مبادرة فرنسية معدلة، تضمن فيها باريس تواجدًا على الساحل الشرقي للمتوسط من خلال شركة Total .
أخيراً ، نحنُ أصحاب حق ولبنان أقوى من أي وقتٍ مضى وهو سيستندُ إلى القانون الدولي ، مع الإصرار على قوة الجيش اللبناني ، إضافة الى قوة المقاومة التي لديها كل القدرات المادية والمعنوية على منع العدو الإسرائيلي من بدء الاستخراج من حقل كاريش قبل الانتهاء من المفاوضات والتوصّل إلى حل يوافق عليه لبنان.
وللتذكير فإن العدو الإسرائيلي هو أضعف من أن يدخل في حرب عسكرية مع لبنان ، إلا إذا تهوّرَ لأنه سوف يخسر حتماً .