اعتبر نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب أن “وضع طوفان الاقصى بمساندة قوى المقاومة العدو في هذه المرحلة من الصراع الذي يراه بحق انه صراع على وجوده أليس هذا الواقع انتصاراً للقيم وان كان الثمن غاليا لكن تصوروا العكس وأن المقاومة لم تقم فما هي الصورة التي سنكون عليها؟. لقد كانت الحرب في الأساس التي خيضت على أمتنا وانتصر العدو بها هي حرب نفسية وثقافية، حرب كسر الإرادة، حرب ضرب المعنويات ولم تكن على الإطلاق حرباً حقيقية، والا فلم يكن للعدو بكل ما يمتلك ومع كل من يقف وراءه أن يُسجّل انتصاراً واحداً في هذه المعركة، وهو الآن ما زال يعتمد هذه الوسيلة ويساعده فيها ويُروّجُ له البعض ممن فقدوا الرؤية وافتقدوا البصيرة ويحسبون انهم على شيء وهم ليسوا على شيء. بعض هؤلاء يمارسون اليوم سياسة عبدالله بن أبي سلول الذي عناه الله تعالى بقوله في سورة المنافقين: (يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ).
وتابع: “لم يستطيعوا أن يفقهوا الشخصية المؤمنة التي يصفها الله تعالى بقوله (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ). اليوم يتهدّدنا العدو انه سينهي حربه على رفح ليشنّ حرباً على لبنان، لكن أولاً ليخرج سالماً من رفح فقد أثخنته المقاومة في قطاع غزة بالجراح”.
وسأل “ماذا كان يفعل على الجبهة اللبنانية حتى الآن؟!!!”.
وقال: “أنت من تهدد؟؟ تهدد فرسان المصر ورجالاً أعاروا جماجمهم لله الذين لا يخافون الموت ويطلبون من الله الشهادة وقد تعلموا من الامام الحسين سيد الشهداء المواقف (أبالقتل تهددني يا بن الطلقاء إن الموت لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة). انه لمن المؤسف أن تتطابق بعض المواقف الداخلية مع الموقف الاسرائيلي في مواجهة المقاومة التي لولاها لما بقي للبنان من وجود. إنّ لبنان لن يكون الا بلد التعايش والاخوة ولن نترك لاسرائيل فرصة لتقسيمه أو تقزيمه فنحن لم نُقدّم دماء شهدائنا على مذبح أصحاب الاهواء والغرائز. أما كيف يكون عيد مع ما يعيشه أهلنا في غزة وجنوب لبنان؟ فإننا نكبر بهم وبشهدائهم وبتضحياتهم فهم لم يقدموا ذلك عبثاً ولم تذهب تضحياتهم هباءً وإنما أنتج عزاً وفخراً، فمن لديه أمثالكم نال عزاً وفخراً، إنّ عيد أمتنا أن يكون لنا مثل هؤلاء العظماء”.
واردف: “نحن اليوم في عيد الأضحى نتقدّم من أهلنا اهل الشهداء في فلسطين ولبنان والعراق واليمن على طريق القدس بالافتخار وبالاعتزاز بمواقفهم وبتضحياتهم وبتضحيات أبنائهم الغالية، نفتخر بكرمكم فأنتم أجود من أعطى، أنتم من قدّمتم أغلى الأضاحي، أنتم من أحرمتم وسعيتم وطفتم ورجمتم الشياطين حقاً، أنتم من حججتم إلى الله، فنعم الإحرام إحرامكم والطواف طوافكم والسعي سعيكم والرمي رميكم ونعم الاضحية أضحيتكم، تقبل الله منكم بأفضل القبول، فحجاً مقبولاً وسعياً مشكوراً، وتحيةً لكم وعيداً مباركاً لأهل القرى الجنوبية الصامدة وأهلِها النازحين، يعاد عليكم بالعودة منتصرين مرفوعي الرأس كما في كل انتصار كما في الخامس والعشرين من أيار عدتم بالعزة والكرامة وما هُدّم عُمِّر ويُعَمَّرُ من جديد بإذن الله، واذا كان العدو هَدَمَ اليوم داراً فقد هدمتم له فوق الدار دار وجلبتم له الخزي والعار. وتذكروا قول سيدكم علي بن أبي طالب: “الموت في حياتكم مقهورين والحياة في موتكم قاهرين”.