الخامنئي في تأبين الشهيد نصرالله: سيبقى حاضرًا فينا ومقاومة العدو مستمرّة
رأى آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي أنّ: “أعداء الأمة الإسلامية هم أعداء فلسطين ولبنان والعراق ومصر وسورية واليمن”، مؤكدًا أنّ: “كل شعب لديه الحق، ويمتلك الحق أن يدافع عن سيادته ووحدته وأرضه أمام المحتلين وأمام الغاصبين”.
كلام الإمام الخامنئي جاء في مراسم تأبين الأمين العام لحزب الله سماحة القائد الشهيد السيد حسن نصر الله والقائد في الحرس الثوري الإيراني عباس نيلفروشان، اليوم الجمعة 4 تشرين الأول/أكتوبر 2024، عند الساعة 10:30 بتوقيت طهران، في مصلى الإمام الخميني (قده) بطهران. ولفت الإمام الخامنئي إلى أنّ: “الأمة الإسلامية اليوم أصبحت واعية وبإمكانها التغلّب على هذه الخطط لأعداء المسلمين”.. لأنّ؛ العدوّ واحد وأساليبه في مختلف البلدان ربما تختلف، وعلى الشعوب إذا أرادت ألّا تُبتلى بالحصار يجب أنّ تكون واعية ومدركة لحقيقة العدو ونواياه”.
تابع قائلًا: “الشعب الفلسطيني يمتلك كامل الحق أن يقف في وجه هؤلاء المحتلّين، والذين يساعدون الشعب الفلسطيني يقومون بواجبهم الديني ولا أحد يمكنه أن يحتج لماذا أنتم تدافعون عن غزّة”، مؤكدًا أن:ّ “طوفان الأقصى هي حركة منطقية وصحيحة وهي من حق الشعب الفلسطيني، وأنّ الدفاع المستميت للشعب اللبناني عن الشعب الفلسطيني هو شرعي وقانوني، ولا يحق لأي أحد أن ينتقد دفاعهم الإسنادي عن غزة”.
عن العملية الإيرانية الأخيرة؛ قال الإمام الخامنئي إنها :”عملية شرعية وقانونية، ونحن في أداء هذا الواجب لن نتأخر، ولن نقوم بالانفعال ولن نتسرّع ولن نقصّر”.
أما عن السيد نصر الله قال الإمام الخامنئي: “ارتأيت أن يكون تكريم أخي وعزيزي ومبعث افتخاري والشخصية المحبوبة في العالم الإسلامي واللسان البليغ لشعوب المنطقة ودرّة لبنان الساطعة سماحة السيد حسن نصر الله -رضوان الله عليه- في صلاة جمعة طهران”، وتابع: “هذا الخطاب موجّه للأمة جمعاء، ولكن بشكل خاص للشعبين العزيزن اللبناني والفلسطيني”. وأضاف الإمام الخامنئي: “نحن جميعًا مصابون ومكلومون بمصاب السيد العزيز؛ وإنّه لفقدان كبير أفجعنا بكل معنى الكلمة، لقد غادرنا السيد حسن نصر الله بجسده لكنه بشخصيته الحقيقة وروحه ونهجه وصوته الصادح سيبقى حاضرًا فينا أبدًا”. وتابع الإمام الخامنئي: “لقد كان السيد نصر الله الراية الرفيعة للمقاومة في وجه الشياطين الجائرين والناهبين، وكان اللسان البليغ للمظلومين والمدافع الشجاع عنهم، لقد كان للمناضلين على طريق الحق سندًا ومشجعًا”.
إلى ذلك؛ توجّه الإمام إلى الشعب اللبناني قائلًا: “أعزائي يا شعب لبنان الوفي، يا شباب حزب الله وحركة أمل المفعم بالحماسة يا أبنائي، هذا أيضًا طلب سيدنا الشهيد اليوم من شعبه وجبهة المقاومة، فالعدو الجبان عجز عن توجيه ضربة للبنية المتماسكة لحماس وحزب الله والجهاد الإسلامي وغيرها من الحركات المجاهدة في سبيل الله، وعمد الى التظاهر بالنصر من خلال الاغتيالات والتدمير والقصف وقصف المدنيين، وما نتج عن هذا السلوك هو تراكم الغضب وتصاعد دوافع المقاومة وظهور المزيد من الرجال والقادة والمضحين وتضيق الخناق على الذئب الدموي”.
أضاف سماحته: “الدمار سيعوّض وصبركم وثباتكم سيثمر عزّة وكرامة، فالسيد – أي السيد الشهيد نصر الله- العزيز كان طوال 30 عامًا على رأس كفاحٍ شاق، وبتدبير السيد نما حزب الله مرحلة بمرحلة، فحزب الله هو حقًا شجرةً طيبة”، مؤكدًا أنّ: “حزب الله والسيد الشهيد بدفاعهم عن غزّة وجهادهم من أجل الأقصى وإنزالهم الضربة بالكيان الغاصب والظالم قد خطوا خطوةً في سبيل خدمة مصيرية للمنطقة بأكملها، أما السلوك السفاح والوقح لهذا الكيان تجاه المناضلين ناجمٌ عن الطمع بتحقيق هدف السيطرة”.
هذا؛ وأكد الإمام الخامنئي إنّ: “كل ضربة تنزل بهذا الكيان؛ إنما هي خدمة للمنطقة بأجمعها؛ بل لكل الإنسانية، ولا ريب بأن أحلام الصهاينة والأميركيين إنما هي محض أوهام ومستحيلة، فالكيان شجرة خبيثة اجتثّت من فوق الأرض وصدق قوله تعالى: “ما لها من قرار””. وأردف: “اليوم؛ العصابة الصهيونية المجرمة نفسها قد تتوصل إلى أنّها لن تحقق النصر أبدًا على حماس وحزب الله”.
في شأن متصل، وجّه الإمام الخامنئي إلى الشعبين اللبناني والفلسطيني خطابًا خاصًا؛ قائلًا: “يا أهلنا المقاومين في لبنان وفلسطين أيها الشعب الصبور والوفي، هذه الشهادات وهذه الدماء المسفوكة لا تزعزع عزيمتكم؛ بل تزيدكم ثباتًا… لم يكن فقدان قادة الثورة في إيران هينًا لكن مسيرة الثورة لم تتوقف أو تتراجع بل تسارعت، والمقاومة في المنطقة لن تتراجع بشهادة رجالها والنصر سيكون حليفها”. وأضاف: “لقد أوصل طوفان الأقصى وعام من المقاومة في غزّة ولبنان هذا الكيان الغاصب إلى أن يكون هاجسه الأهم حفظ وجوده، وجهاد رجال فلسطين ولبنان قد أعاد الكيان الصهيوني 70 سنة إلى الوراء”. وبرأيه أنّ: “العامل الأساسي للحروب وانعدام الأمن والتخلّف في هذه المنطقة هو الكيان الصهيوني وحضور الدول التي تدّعي أنها تسعى إلى إحلال الأمن والسلام في المنطقة، والمشكلة الأساس هي تدخّل الأجانب فيها”.
ختم الإمام الخامنئي خطابه قائلًا: “سلام الله على القائد الشهيد نصر الله وعلى البطل الشهيد هنية، وعلى القائد المفتخر الفريق قاسم سليماني”.