الاخبار الرئيسيةالصحافة اليوممقالات

الخارج ينضمّ للداخل… ويُفوّض بري “ترسيم» خارطة طريق ثلاثيّة الأبعاد!

السفيرة الأميركيّة تسأل عن قائد الجيش... ورئيس المجلس: “بعدني على موقفي”

الخارج ينضمّ للداخل... ويُفوّض بري “ترسيم» خارطة طريق ثلاثيّة الأبعاد!

كتبت جويل بو يونس في “الديار”:

في اخطر مرحلة يمر بها لبنان على وقع الاحلام “الاسرائيلية” بشرق اوسط جديد، رفع رئيس الحكومة “الاسرائيلية” بن يامين نتانياهو احدى خرائطه من على منبر الامم المتحدة، في عز الحرب التي تخاض ضد حزب الله، في محاولة غربية لنزع سلاح الحزب وانهائه عسكريا والتقليص من حجم دوره السياسي. لا حراك فعليا يعول عليه الا لمن فوضه الداخل والخارج “التصرف”، ومن وصفه نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم بالاخ الاكبر لحزب الله ولامينه العام الشهيد السيد حسن نصر الله، انه رئيس مجلس النواب نبيه بري، الملقاة على عاتقه اليوم كل المسؤولية الاكبر التي تصل بلبنان الى شاطئ الامان.

مقالات ذات صلة

فها هي عين التينة تتحول بعد اغتيال امين عام حزب الله الى مقصد الجميع، من الخصوم قبل الحلفاء، وها هو الخارج يجري اتصالاته ويفاوض مع المفاوض الاول الرئيس بري.

وفي هذا السياق، تكشف المعلومات بان بري الذي كان تلقى اتصالا من وزير الخارجية الاميركية انطوني بلينكن يوم الجمعة، لمناقشة آخر تطورات الحرب، وسبل التوصل لوقف لاطلاق النار، كما من الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون بالامس، كان تلقى ايضا اتصالا من رئيس مجلس النواب الاماراتي، نقل خلاله تحيات ودعم رئيس الامارات للجهود التي يبذلها بري وللبنان عموما.

اوساط مطلعة على حركة الاتصالات باتجاه عين التينة، ذكّرت ايضا بما قاله الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين، عن ملء الثقة بما يقوم به رئيس مجلس النواب الذي له “التصرف”، مشيرة الى ان هذه الحركة الخارجية باتجاه مقر الرئاسة الثانية، تؤكد بان الخارج يتعاطى مع بري على انه المفوض الاول للتفاوض ، توصلا لوقف لاطلاق النار كما لرئيس وفاقي سريعا.

وفيما قيل بان مواقف وزير الخارجية الايرانية نسفت كل حديث عن وقف لاطلاق النار بلبنان بمعزل عن وقف النار بغزة، وبان كلام الشيخ قاسم اتى لينسف كل بيان عين التينة والحركة القائمة، باتجاه الاسراع بتمرير رئيس للجمهورية اليوم قبل غد، تكشف المعلومات عن تواصل حصل على خط “الاشتراكي”- عين التينة بعد كلام قاسم، حرص خلاله بري على التأكيد بانه بالنسبة له لم يتغير شيء، “وبعدني على موقفي بوجوب وقف اطلاق النار بلبنان اولا، كما فصل مسار الملف الرئاسي عن الحرب، كما كنت اتفقت مع امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله قبل استشهاده”.

وعليه، تؤكد مصادر مطلعة على جو بري، بانه لا يزال يعمل انطلاقا من هذه القناعة، وكل حركة الاتصالات الجارية تعمل على محاولة التوصل لوقف لاطلاق النار بلبنان، او هدنة موقتة بمعزل عما يحصل بغزة. وتحيلك المصادر هنا الى الكلام اللافت الذي صدر ايضا عن رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” السابق وليد جنبلاط، والذي اعلن خلاله انه يجب عدم ربط مصير لبنان بغزة ، ما فهم بان الجميع بات مقتنعا حتى بمن فيهم حزب الله بوجوب فصل مسار لبنان عن غزة.

اما رئاسيا، فالواضح ان انتخاب الرئيس متعذر راهنا، ولو ان المحاولات مستمرة، عله يتم الاتفاق على اسم توافقي يجمع الـ 86 صوتا. علما ان المعلومات تشير الى ان ما تحاول الولايات المتحدة القيام به عبر سفيرتها في لبنان، هو تعويم قائد الجيش جوزيف عون، اذ يكشف مصدر موثوق للديار بان السفيرة الاميركية باتت تسأل اليوم من تلتقيهم من المسؤولين ورؤساء الكتل: “ما رأيكم بقائد الجيش”؟

حتى الساعة، لم تلاق السفيرة الاميركية اعتراضات واسعة على اسم جوزيف عون، باستثناء “فيتو” لا يزال حزب الله يتمسك به حتى اللحظة ،بانتظار ما قد يؤول اليه مسار الميدان، ولاسيما ان الحزب يعول على قلب المعركة لصالحه، بعدما اثبتت قوات الرضوان قوتها في ميدان البر، وبعدما عجز العدو “الاسرائيلي” عن التقدم ولو امتار باتجاه الداخل اللبناني.

وعليه، تشير اوساط مطلعة على جو التفاوض بان الحزب يرفض تماما استضعافه راهنا، ومحاولة فرض رئيس عليه مهما كان اسمه، وهو حتى ولو كان يحترم جوزيف عون كقائد جيش ويحرص دوما على عدم اشهار الفيتو الرئاسي باتجاهه، الا انه سيحتفظ بهذه الورقة حتى النهاية، نهاية المعركة التي يبدو “انو بعد”بكير بكير بكير وكتير” على نهايتها، اذ انها لا تزال في بدايتها، تماما كما اعلن مسؤول الاعلام في حزب الله محمد عفيف الجمعة من قلب الضاحية الجنوبية المدمرة، بكلام واضح ويحمل من الثقة والقوة ما يكفي، ليؤكد بان الحزب غير مستسلم وغير منهزم، كما يحاول البعض تصويره ، وهو لن يرمي باوراقه التفاوضية راهنا مهما اشتد الخناق عليه، بل سيستمر حتى الرمق الاخير، وبعدها لكل حادث حديث.

وفي هذا الاطار، يختم مصدر بارز بالقول: خارطة الطريق بالنسبة للغرب واضحة، فلا وقف للنار قبل انتخاب الرئيس ، وما يقوله المسؤولون الغربيون لا لبس فيه: انتخبوا الرئيس فيكون الحل شاملا: رئاسة فوقفا للنار فتطبيق الـ1701 كاملا . فهل يستجيب بري للضغوطات الخارجية فيتم تمرير الرئيس اليوم؟ حتى اللحظة الامور صعبة، لكن تطورات الايام المقبلة قد تبدل المشهد في اية لحظة .

زر الذهاب إلى الأعلى