الحصول على أول مليون دولار هو الأصعب.. اليكم الأسباب
من الأحاديث الشائعة بين العديد من رجال الأعمال، حول كيفية الحصول على أول مليون دولار وهو من أصعب الإنجازات في رحلة العمل، وثم يأتي بعد ذلك تكوين الثروة بسهولة شديدة مقارنة بالبدايات، والمقصود هنا تضاعف الملايين لاحقا.
في حقيقة الأمر، هذا الكلام يعد صحيحا في مجمله. ويقول الكاتب تشوك ساليتا في تقريره المنشور بموقع “ذا موتلي فوول” (The Motley fool) الأميركي المعروف المهتم بشؤون الاستثمار، إن له صديقا رائد أعمال، استغرق معه الأمر ضعف الوقت تقريبا للانتقال من 0 دولار إلى مليون دولار مقارنة بالوقت الذي استغرقه الانتقال من مليون دولار إلى 4 ملايين دولار.
ويؤكد الكاتب أن صديقه احتاج للوصول إلى أول مليون دولار أكثر من 15 عاما بقليل، بينما احتاج لكسب المليون الرابع لأقل من عامين.
ووفق الجدول الزمني لصديقه، فإنه كسب المليون الثاني بعد 5 سنوات وحقق المليون الثالث بعد 3 سنوات ونصف تقريبا، أما المليون الرابع فاستطاع تحقيقه في سنة واحدة و8 أشهر.
والسبب في ذلك هو أنه بعد الحصول على المليون الأول يكون لدى المستثمر محفظة مالية جيدة ينطلق من خلالها بقوة لكسب مزيد من الأرباح من أسواق المال وبعد تكوين المليون الثاني تقوم الفوائد المركبة على الاستثمارات وعوائد السندات بالعمل نيابة عنك ويصبح معادل تكوين الثروة أسهل وأسرع لأن الجزء الأصعب من الاستثمار انتهى بالفعل.
ما الذي يتطلبه الأمر للوصول إلى أول مليون دولار؟
إذا كنت ترغب في الوصول إلى كسب المليون دولار بنفسك، فما الذي يتطلبه الأمر لتحقيق ذلك؟
يعتمد عامل تحديد الوقت المستغرق إلى حد كبير على عاملين رئيسيين؛ مقدار ما يمكنك توفيره كل شهر، ومعدل العائد الذي تكسبه على استثماراتك.
على سبيل المثال، إذا استثمرت مبلغ 2750 دولارا أميركيا شهريا بعائد 10% سنوي، تستطيع تحقيق الميلون الأول بعد 14 عاما. أما اذا كان العائد 4% فقط فيمكن تحقيق نفس الهدف فيما يقرب من 20 عاما، في حين إذا قمت باستثمار 300 دولار شهريا بنفس العائد فستحقق المليون دولار بعد 33 عاما.
ماذا تنتظر؟
يؤكد الكاتب أنه اذا كنت تتطلع إلى استخدام أول مليون دولار كنقطة انطلاق لتحقيق ثروة أكبر أو كنت ترغب فقط في الوصول إلى وضع المليونير في سن التقاعد، فإن الوقت هو أهم عامل لتحقيق ذلك. وكلما بدأت مبكرا، كان من المرجح أن تصل إلى هذا الهدف بعد ذلك، وإذا كان لا يزال لديك المزيد من الوقت للقيام بالاستثمار قبل التقاعد، فستقوم أموالك بمعظم العمل الشاق نيابة عنك. لذا اتخذ الخطوة الأولى اليوم، وضع نفسك على الطريق المؤدي إلى هذا الهدف المهم والشاق (المليون دولار).
الفرق بين الثروة والدخل
بالنسبة للمبتدئين، من المهم جدا التمييز بين كسب مليون دولار وامتلاك مليون دولار. ويقول الكاتب ستيفن سمسون -في تقريره المنشور في موقع “إنفستوبيديا” (investopedia)- في حين أن امتلاك ثروة صافية متراكمة تزيد على مليون دولار هو هدف يمكن تحقيقه لمعظم الناس، إلا أن قلة قليلة مختارة فقط ستكسب هذا القدر في عام واحد. علاوة على ذلك، فإن “كسب” رواتب مليون دولار قد لا يترك شخصا ثريا كما هو شائع، فالتاريخ الحديث مليء بأمثلة من الرياضيين والفنانين ورجال الأعمال والفائزين في اليانصيب الذين يبذرون أموالهم عن طريق التخلص من مبالغ لا يمكن تصورها.
ومن الجدير بالذكر أيضا أن هناك العديد من “أصحاب المليون دولار” الذين لا يكسبون فعليا مليون دولار. وقد يمتلك شخص ما نشاطا تجاريا يحقق إيرادات تبلغ مليون دولار، ولكن يتعين عليه دفع معظم ذلك كنفقات. وبالمثل، فإن الشخص الذي يمتلك قطعة من الممتلكات بقيمة مليون دولار مضمونة بدين بقيمة 2 مليون دولار؛ ليس في الحقيقة مليونيرا.
من الصعب البدء
ويؤكد الكاتب أن واحدة من أكبر العقبات التي تحول دون وجود مليون دولار في البنك هي المعدل البطيء للادخار في وقت مبكر من الحياة. حيث يبدأ الشباب فور انتهاء الدراسة بدفع الإيجار، وسداد القروض، والانفاق على بعض مظاهر الحياة.
حتى بالنسبة للشباب الذين يتمتعون بدرجة عالية من الانضباط فيمكنهم توفير 10 آلاف دولار سنويا، فإن ذلك سيستغرق أكثر من 66 عاما لبناء مليون دولار بدون فوائد أو مضاعفة.
لكن مع تقدم الناس في العمر والخبرة، تتغير الصورة، فيشعرون بأهمية الاستثمار ويبدؤون في اتخاذ خطوات صحيحة لذلك، ولكن في الأغلب بعد فوات 15 عاما من لحظة الانطلاق المفترضة.
قوة الفائدة المركبة
أحد الأسباب التي تجعل الحصول على المليون دولار الأول صعبا للغاية هو أنه يتطلب استقطاع مبلغ كبير من المال بشكل شهري لفترة زمنية طويلة.
وبالنسبة لمعظم الناس، يتطلب الانتقال من أصول بقيمة 500 ألف دولار إلى مليون دولار عائدا بنسبة 100%، وهو مستوى أداء يصعب تحقيقه في أقل من 6 سنوات. ويتطلب الانتقال من مليون دولار إلى مليوني دولار أيضا نموا بنسبة 100%، لكن المليون التالي بعد ذلك يتطلب نموا بنسبة 50% فقط (ثم 33% وهكذا).
وفي الواقع، يعتمد العديد من الأثرياء على “العيش من الفوائد”. أي أنهم يضعون جزءا كبيرا من ثروتهم في مجموعة آمنة نسبيا من الأصول المدرة للدخل ويعيشون على ذلك، مما يتيح لهم أن يكونوا أكثر ميلا إلى المغامرة مع جزء آخر من مدخراتهم.
فمثلا ضع في اعتبارك أن مليون دولار مستثمرة في محفظة من سندات الشركات ذات السمعة الممتازة المصنفة “إيه إيه إيه” (AAA) ستنتج ما يزيد على 50 ألف دولار من دخل الفوائد (قبل الضرائب)، وهو ما يسمح لك بتوفير حد أدنى جيد لتلبية نفقات الحياة، وفي الوقت نفسه قد يكون هناك استثمارات عالية المخاطرة قد ينتج عنها مبالغ طائلة.