الاخبار الرئيسيةالصحافة اليوممقالات

“الحزب” وبيئته: “لبننة” في المرحلة الانتقالية..

“الحزب” وبيئته: “لبننة” في المرحلة الانتقالية..

كتب د قاسم قصير في “أساس ميديا”:

منذ انتهاء الحرب الإسرائيلية على لبنان في السابع والعشرين من شهر تشرين الثاني من العام الماضي، إلى يوم تشييع الأمينَين العامَّين لـ”الحزب” السيّد حسن نصرالله والسيّد هاشم صفيّ الدين في الثالث والعشرين من شهر شباط من العام الحالي، والأوساط الدبلوماسية العربية والأجنبية ومراكز الدراسات الغربية والعربية منشغلة بمتابعة ومراقبة مسيرة “الحزب” والبيئة القريبة منه وعلاقته بمحور المقاومة ومستقبل هذا المحور في المرحلة المقبلة.

خلال اللقاءات التي تعقد في بيروت بين دبلوماسيين غربيين وآسيويين وعرب وعدد من الإعلاميين، تُطرح الكثير من الأسئلة عن مستقبل “الحزب” ودوره السياسي والعسكري، وموقف بيئته الحاضنة من دوره، إضافة إلى مستقبل العلاقة بين “الحزب” وحركة أمل، ودور القوى والشخصيات الشيعية المعارضة للثنائي في المرحلة المقبلة.

عمدت مراكز الدراسات الأجنبية والعربية والمؤسّسات الأكاديمية الناشطة في بيروت وبعض الدول العربية إلى إعداد عدد من الدراسات والأبحاث والمقالات لتقويم الحرب على لبنان ومعركة طوفان الأقصى وتأثيرها على “الحزب” والمقاومة، والدور الإيراني في المنطقة، وعلاقات إيران بقوى المقاومة، وتزايد الدور التركي، والخيارات المستقبلية لـ”الحزب” في لبنان والمنطقة.

وتتركّز معظم الأسئلة التي تطرح في اللقاءات مع الدبلوماسيين الغربيين والعرب، على نتائج الحرب وأسباب الضربات القاسية التي تعرّض لها “الحزب” ومستقبل الدور العسكري لـ”الحزب” في المرحلة المقبلة ومدى قدرة “الحزب” على إعادة ترتيب أوضاعه ومدى قدرته على إعادة إعمار ما تهدّم وتوفير القدرات المالية لمتابعة الترميم والإعمار وتأثير كلّ ذلك على مواقف البيئة الحاضنة من “الحزب” ودوره.

تنويع الخيارات

شكّل مشهد التشييع للأمينَين العامَّين لـ”الحزب” السيّد حسن نصرالله والسيّد هاشم صفيّ الدين رسالة واضحة لكلّ المتابعين لـ”الحزب” والمستفسرين عن دوره وقوّته المستقبلية، فالتشييع أكّد قوّة “الحزب” الشعبية وقدرته على إعادة ترتيب صفوفه التنظيمية والأمنيّة والإعلامية واللوجستية، خصوصاً أنّ التحضير للتشييع لم يستغرق أكثر من شهر، حيث شُكّلت عدّة لجان للتحضير والمتابعة وإعداد الدعوات، وأنجزت هذه اللجان عملها بدون أيّ خطأ أو إشكال، وهو ما يؤكّد قدرة “الحزب” على إعادة ترتيب أوضاعه والنهوض مجدّداً على الرغم من كلّ الضربات القاسية التي تعرّض لها خلال معركة الإسناد والحرب على لبنان.

لكنّ من يراقب أداء “الحزب” السياسي والميداني يتّضح له أنّه يعتمد حاليّاً استراتيجية وسياسة جديدتين، سواء تجاه الداخل اللبناني أو على صعيد كيفية مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية أو العلاقة مع إيران وقوى محور المقاومة. فـ”الحزب” حريص على سياسة مدّ الأيدي للداخل اللبناني وتأكيد لبنانيّته ودعم العهد الجديد والحكومة الجديدة، إضافة إلى التخفّف من دوره في المنطقة.

في خلاصة المعطيات التي توصّلت إليها الأوساط الدبلوماسية والأكاديمية أنّ “الحزب” وقوى المقاومة ومحور المقاومة يمرّون الآن في مرحلة انتقالية بانتظار وضوح صورة التطوّرات في لبنان والمنطقة هو يجمع أوراق القوّة مجدّداً كي يكون حاضراً لمواجهة أيّة تطوّرات مستقبلية. ولا تزال العلاقة مع إيران قويّة مع الحرص على البحث عن خيارات أخرى على صعيد العلاقات الخارجية، بما يساعده في مواجهة مختلف التحدّيات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى