كتب عماد مرمل في “الجمهورية”:
بعد الحوادث المتفرقة التي وقعت في منطقة برج حمود أخيراً، زار ممثلون عن حركة «أمل» و»حزب الله» مقر حزب الطاشناق حيث التقوا رئيسه النائب آغوب بقرادونيان وبعض مسؤوليه، لتأكيد متانة العلاقة المشتركة ببُعديها السياسي والاجتماعي ولترسيخ مناعتها في مواجهة أي طارئ.
من المعروف انّ العلاقة بين «الثنائي» والأرمن في لبنان هي ممتازة ووثيقة، لا سيما مع حزب الطاشناق الاقوى على الساحة الأرمنية.
ويمكن القول انّ الإمام موسى الصدر ساهم بقوة في إرساء ركائز التعاون والتفاعل مع المكوّن الأرمني في المنطقة قبل نحو خمسة عقود، خصوصاً مع بدايات الحرب الأهلية حيث كان الصدر حريصاً على حماية العيش المشترك في منطقة برج حمود والنبعة وجوارهما، من مخاطر الانقسام الطائفي.
كذلك، يُسجّل للأرمن انهم لم ينخرطوا في الحرب الأهلية بكل فصولها ولم يشاركوا في الاقتتال الداخلي بأشكاله المختلفة، بل ظلوا بمنأى عن وحول هذه الحقبة وتمكنوا من ان يبقوا صلة وصل حين تحطمت جميع الجسور.
واستناداً إلى مفاعيل الإرث المشترك والتحالف الراهن، لم يكن صعباً على «الثنائي» و»الطاشناق» احتواء تداعيات الإشكالات التي حصلت، خصوصاً ان طابعها فردي ولم يتورط فيها حزبيون اساساً، كما تؤكد مصادر «أمل» و«الحزب».
ولعل القوى السياسية الثلاثة أرادت من خلال التلاقي السريع استباق اي محاولة مشبوهة للدخول على الخط من أجل التحريض الطائفي وتأليب فئة على أخرى، في ظلّ واقع لبناني محتقن وهش.
ومع ذلك، فإنّ اكتظاط برج حمود بمقيمين غير لبنانيين، خصوصا السوريين، يترك الباب مفتوحا أمام احتمال حصول اختراقات مخابراتية لبيئة النازحين بغية الاصطياد في الماء العكر واستغلال أي حادثة لمحاولة افتعال فتنة، الأمر الذي دفع «الطاشناق» و«الثنائي» الى مطالبة القوى الأمنية بتفعيل إجراءاتها وتزخيم دورها لمنع اي اختراقات من هذا القبيل.
وتؤكد اوساط «الثنائي» انّ بعض الحوادث التي وقعت اخيراً في برج حمود هي فردية بالكامل وليس لها أي بعد سياسي، مشددة على أن «أمل» و«حزب الله» و«الطاشناق» لم يكن لهم دخل بها بتاتاً.
وتوضح الاوساط انّ الهدف من زيارة «الطاشناق» تأكيد المؤكد، وهو ان «علاقتنا في أفضل أحوالها ولا يمكن أن يهزّها شيء».
وتعتبر انّ معالجة اي خلل على الأرض هي من مسؤولية القوى الأمنية الرسمية حصراً، جازمة بأن ليس هناك غطاء لأيّ مخالف ومرتكب، «وعلى الأجهزة المعنية ردع كل من يعبث بالاستقرار».
وتوضح الاوساط انه تم الاتفاق مع «الطاشناق» على تعزيز التنسيق المشترك، من المستوى القيادي الى مسؤولي الأحياء، مشيرة الى انّ «زيارة الأصدقاء الأرمن ليست يتيمة إذ سبقتها وستليها زيارات، خصوصاً ان صداقة شخصية تربط بين بعض القياديين من الجهتين، إضافة إلى انّ هناك تعاوناً في مختلف مؤسسات الدولة بدءاً من المجلس النيابي».
وتؤكد الاوساط انه من «غير المسموح لأحد بأن يشوّش على العلاقة الوطيدة بين «أمل» و«الحزب» و«الطاشناق»، وبالتالي فإنّ اللقاء في مقر الصديق بقرادونيان ينطوي على رسالة واضحة للجميع بأنّ الغلط ممنوع، وبأنّ ما يربط تلك القوى أقوى بكثير من أن يُفككه أحد».