التوجه للجنائية الدولية للتحقيق باغتيال أبو عاقلة: حملة تحريض إسرائيلية ضد “الجزيرة”
شن مسؤولون إسرائيليون حملة تحريضية على شبكة “الجزيرة” الإعلامية، اليوم، الثلاثاء، مطالبين بطرد صحافييها من البلاد، في أعقاب رفعها قضية اغتيال الصحافية شيرين أبو عاقلة، إلى المحكمة الجنائية الدولية، مؤكّدةً أنها قُتلت برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلية في جنين.
دعا وزير المالية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، إلى سحب ترخيص صحافيي قناة “الجزيرة” القطرية، واعتبر، في تغريدة على “تويتر”، أنه “من غير المقبول أن تقاضي قناة الجزيرة إسرائيل وتعظنا بالأخلاق”.
وأضاف ليبرمان “ليس من المنطقي أن يكون لهذه القناة الحق في البث في إسرائيل. أتوقع أن يقوم مكتب الصحافة الحكومي، بسحب أوراق اعتماد صحافيي الجزيرة الموجودين في الأراضي الإسرائيلية”.
من جانبه، دعا زعيم حزب “عوتسما يهوديت” الذي من المقرر أن يتولى حقيبة “الأمن القومي” المسؤولة عن جهاز الشرطة ووحدات “حرس الحدود” العسكرية، في حكومة بنيامين نتنياهو المقبلة، الفاشي إيتمار بن غفير، إلى طرد صحافيي الجزيرة من إسرائيل.
وقال بن غفير في تغريدة إن “الجزيرة هي شبكة دعاية معادية للسامية وكاذبة تعمل ضد إسرائيل في العالم. يجب طردهم من البلاد اليوم ووقف حملة الكذب المعادية لإسرائيل من داخل إسرائيل”.
وفي وقت سابق اليوم، أعلنت “الجزيرة” رفع قضية بشأن اغتيال أبو عاقلة إلى المحكمة الجنائية الدولية في مدينة لاهاي الهولندية؛ وقالت، في بيان، إنها “تبرز في الملف المرفوع إلى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية أن الأدلة الجديدة المقتبسة من تصريحات الشهود ولقطات الفيديو تظهر بوضوح أن شيرين وزملاءها تعرضوا لإطلاق نار مباشر من قوات الاحتلال الإسرائيلي”.
ويأتي هذا الإجراء بعد مرور ستة أشهر منذ اغتيال شيرين، في 11 أيار/ مايو الماضي، خلال تغطيتها اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي لمدينة ومخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة.
وخلصت تحقيقات مؤسسات إعلامية وحقوقية فلسطينية وإسرائيلية ودولية إلى أنها أصيبت برصاص الجيش الإسرائيلي، كما شددت “الجزيرة” على أن فريقها القانوني أجرى تحقيقا دقيقا ومفصلا في القضية، وكشف عن أدلة جديدة تستند إلى روايات شهود عيان وفحص لعدد كبير من مقاطع الفيديو والأدلة الجنائية المتعلقة بالقضية.
وردا على خطوة “الجزيرة”، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية المنتهية ولايته، يائير لبيد، في تغريدة: “لن يحقق أحد مع جنود الجيش الإسرائيلي ولن يعظنا أحد بأخلاق القتال، وبالتأكيد ليس الجزيرة”.
وجدد لبيد، الموقف الرسمي الإسرائيلي الرافض إلى إخضاع الجنود لأي تحقيق دولي، وقال “لن يخضع الجنود الإسرائيليون للتحقيق”، وأضاف “لن يستجوب أحد من جنود الجيش، ولن نقبل مواعظ من أحد عن أخلاقيات القتال، وبالطبع ليس من قناة الجزيرة”.