كتب ميشال نصر في “الديار”:
على إيقاع الحرب المستمرة في غزة ومفاوضاتها الضبابية، نتيجة السعي “الاسرائيلي” لعرقلتها تمهيدا لنسفها، يقبع لبنان على رصيف انتظار سياسي، تخرقه بعض المبادرات الداخلية لملء الوقت الضائع، الى حين الافراج عن الملف الرئاسي المخطوف من جهة، و”زكزكات” كلامية بين المحورين من جهة اخرى، فيما العالم مشغول يترقب مستجدات محاولة اغتيال الرئيس الاميركي السابق المرشح الرئاسي دونالد ترامب، وقبله عملية استهداف قائد الجناح العسكري لحماس في غزة محمد الضيف ، الذي لا يزال مصيره مجهولا.
مشهد يؤشر بالنسبة لكثيرين الى ايام صعبة قادمة على المنطقة، خصوصا ان ثمة من في فريق المرشح الجمهوري، بدأ يهمس ويدل باصابع الاتهام الى جهات في المنطقة بالوقوف وراء محاولة الاغتيال، خصوصا ان اجهزة الامن الاميركية كانت تملك بعض المعلومات في هذا الاتجاه، نتيجة بعض الاعتقالات التي حصلت منذ مدة، وقد وجهت تحذيرات الى الجهات المتهمة عبر اطراف ثالثة. علما انه كان سبق وجرى احباط عملية كانت تستهدف وزير الخارجية السابق مايك بومبيو، والذي يلعب اليوم دورا اساسيا في فريق الرئيس ترامب، خصوصا في ملف الشرق الاوسط وتحديدا لبنان، نظرا لخبرته الطويلة في هذا الملف.
لا حركة لافتة على الخط الاول، في كل الاحوال وحتى جلاء الحقيقة، افتتح اسبوع لبناني جديد على حركة خفيفة على الضفتين السياسية – الرئاسية والعسكرية. فمبادرة المعارضة وصفقة ميرنا الشالوحي – عين التينة عنوانا الحركة، علما ان افقهما يبدو مقفلا، بفعل تمسك الثنائي الشيعي بشروطه، ما طرح الكثير من التساؤلات خلال الساعات الماضية، حول حقيقة موقف البياضة من التطورات السياسية، التي حركتها المعلومات المسربة عن صفقة لعودة التيار الى حكومة تصريف الاعمال لتنشيطها، واعادة التوازن اليها.
مصادر سياسية، وضعت المواقف التصعيدية لرئيس “التيار الوطني الحر” في باب رفع سقف التفاوض مع عين التينة، اكثر منه تراجعا عن الاتفاق، الذي انجزت الكثير من نقاطه، حيث بقيت نقطة اساسية عالقة ترتبط بملف شيعي- شيعي، على ما سرب.
ورأت المصادر، ان الحديث عن ان الطبخة قد “شوشطت” لا زال باكرا، ذلك ان كشفها جاء متأخرا بعد ان انجزت الكثير من نقاطها، حتى ان الهجوم المضاد الذي حصل خلال نهاية الاسبوع لاسقاط مفاعيلها، جاءت نتيجته عكسية، اذ رفع النائب جبران باسيل من سقفه.
وتابعت المصادر بان باسيل عرف متى وكيف يوجه “ضربته”، معتبرة ان الاخير مرتاح لوضعه و”على وقته” اذ ليس مستعجلا راهنا، فهو يمسك بطرفي اللعبة، لم “يقطشها” مع المعارضة ويتقاطع معها على اكثر من نقطة، ومن جهة ثانية عرف ان “يدوزن” اللعبة مع عين التينة.
وقبيل لقاءات يفترض ان تجمع المعارضة وكل من حزب الله وحركة “امل” نهاية الاسبوع مبدئيا، التقى وفد نواب المعارضة، المحسوم النتيجة سلفا، بعدما حسمت الجولة الاولى من الاتصالات الاصطفافات التي ما زالت على حالها، وهو ما أخّر تحرك “خماسية” باريس، وتكتل “الاعتدال الوطني”، رأت اوساط نيابية وسطية أن المبادرات الرئاسية لإنهاء الشغور هي دليل حيوية، داعية إلى الإيجابية في هذا الملف، معتبرة أن الأساس هو التلاقي اللبناني- اللبناني لإحراز التقدم المطلوب في الملف الرئاسي، فمبادرة المعارضة إيجابية لجهة القبول بمبدأ الحوار والتشاور، داعية للبناء على هذه الإيجابية على الرغم من نقاط الخلاف حول شكله، معتبرة ان الأزمة الرئاسية كانت موجودة قبل حرب غزة ولكن الاخيرة زادت الأمور تعقيدا، داعية إلى عدم إنتظار سلة الحلول الدولية والإقليمية إلى حين انتهاء الانتخابات الأميركية.