الباحث السياسي مبارك بيضون لـ”سبوتنيك”: إيران لن تعدل عن سياسة رئيسي بكون فلسطين هي البوصلة
لفت الباحث السياسي ورئيس مركز بيروت للأخبار مبارك بيضون أنّ “الإجراءات المتخذة في إيران بعد وفاة رئيس الجمهورية “إبراهيم رئيسي” ووزير الخارجية “حسين أمير عبداللهيان” ما هي إلا دليل على استعداد إيران لمواجهة كل السيناريوهات”.
وأضاف في حديث لـ إذاعة “سبوتنيك” أنّ “كل هذه الإجراءات اتُخذت بطريقة دستورية وبالتالي لا خوف ممّا حدث في إيران، وخصوصاً بغياب مؤشرات تفيد بأنّ الحادثة جاءت نتيجة لحدث مدبّر، أمّا إذا ثبُت ذلك سنكون أمام نفق مظلم”.
وأردف بيضون أنّ “سياسة طهران الخارجية تعتمد على مبادئ وروحية المؤسس “الإمام الخميني” الذي أرسى هذه القواعد والتي من خلالها ينبثق كل القادة في الدولة، ونائب الرئيس الإيراني “محمد مخبر” يقوم اليوم بترتيب البيت الإيراني الداخلي لنقل السلطة”.
أمّا عن تداعيات غياب عبداللهيان على العلاقات الايرانية الخارجية قال بيضون إنّ ” إيران تجبر كل القوى الدولية بالتعاطي معها باحترام، وفي الملف السياسي إيران لن تتراجع عن الهدف الأساسي الذي أعلن عنه الرئيس رئيسي بأنّ البوصلة الأساسية هي فلسطين”.
وحول الملف اللبناني لفت بيضون إلى أنّ ” كل ما يدور اليوم من مباحثات حول القرار 1701 والقرارات الدولية هو طي الكتمان، لا سيّما أنّه لا يمكن الفصل ما بين جبهتي غزة وجنوب لبنان”.
وكشف بيضون نقلاً عن مصدر أمني مقرّب من المبعوث الأميركي “آموس هوكستين” أنّ ” لا جديد في القرارات الدولية تجاه لبنان وخصوصاً أن ملف غزة لا يزال عالقاً، وكل الامور مجمّدة”.
ورأى بيضون أنّ ” قرار المحكمة الدولية القاضي بإصدار مذكرة توقيف بحق كل من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وقائد حركة “حماس” في غزة يحيى السنوار ورئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية، هو قرار مجحف لأنّه يجمع بين الضحية والجلّاد”، معتبراً أنّ ” إسرائيل لا تلتزم بكل القرارات الدولية ، ولكنّها مفيدة كونها تساهم في إظهار الصورة الحقيقية لإسرائيل أمام المجتمع الدولي”.
واعتبر بيضون أنّ “الجميع اليوم يبحث عن مخارج والمعركة والميدان هي التي ستحدد المسارات وخصوصاً بعد وصول إلى باب مسدود في المفاوضات بحسب تصريحات وزارة الخارجية القطرية، وبتنا نشهد تصعيداً غير مسبوقاً في الميدان”.
وأوضح بيضون أنّ “المفاوضات بين الولايات المتحدة الاميركية وايران لم تتوقف للحظة واحدة، ودولة عمان تلعب دوراً أساسياً في هذه المفاوضات، فيما المفاوضات مع سوريا توقفت بشكل نهائي”.
وحول تفاصيل المعركة في غزة قال بيضون إنّ ” ما نراه اليوم من قرارات عشوائية تجاه بعض المدن الفلسطينية مثل جنين وغيرها، هي مؤشر على ضياع وإرباك كبير لدى الجيش الاسرائيلي والنقاط السوداء في السجل الإسرائيلي تتكاثر، وذلك مقابل سيطرة “المقاومة الفلسطينية” على الجيش الإسرائيلي”.
وشدّد بيضون على أنّ “الجيش الإسرائيلي يبحث عن أي انجاز ليقنع الرأي العام بأنّه انتصر أو حقق ايّ هدف من الأهداف التي وضعها منذ بداية، مما أدّى إلى إحراج الادارة الأميركية بشكل كبير”.