الاعيب صبيانية ينتهجها هوكشتاين

كتب مبارك بيضون

جاءت زيارة الوسيط الأمريكي آموس هوكشتاين إلى بيروت لتحريك المياه الراكدة في ملف ترسيم الحدود مع العدو في الجنوب، خاصة مع تمسك الرؤساء الثلاثة بعدم تعديل المرسوم 6433 لإبقاء باب المفاوضات مفتوحة.

الزيارة هذه أتت بعد دعوة هوكشتاين إلى المنطقة عقب المسيرات التي أطلقتها المقاومة تجاه المنصة وتم استهدافها من قبل العدو مما أثار جوًا من البلبلة والتوتر من جهة الصهاينة، وانعكس انخفاضًا بأسهم شركة المشغلة لسفينة الاستخراج “إينرجين باور”، خاصة بعد تهديدات الأمين العام لحزب الله بقلب الطاولة في شرق المتوسط، مما حدا برئيس وزراء العدو يائير لابيد بالذهاب الى فرنسا للتوسط، ومن ثم دعوة الوسيط الأمريكي للعودة سريعا الى المنطقة.

ومع وصول هوكشتاي الى بيروت، استقبله حزب الله بفيديو للإعلام الحربي في محاولة لتحسين موقف لبنان التفاوضي مع عدو بات لا يفهم سوى منطق القوة. ليأتي لقاء قصر بعبدا اليوم متشنجًا مع رفض الرئيس بري للخط المتعرج الذي أصر عليه هوكشتاين، والذي يعطي لبنان ما نسبته 20% من المنطقة ما بين الخطين 23 و 29.

ومع الموقف اللبناني الموحد الذي أصر على الحصول على كامل الحقوق النفطية المتعلقة بالخط 23، والذي قد يمتد إلى شمال الخط 23 الذي يحاول هوكشتاين تكريسه للعدو، مقابل حقل قانا، الذي قد لا يحتوي على أي غاز، نظرًا لعدم إجراء أي عمليات تنقيب او تحديد حجمه.

اوساط سياسية مطلعة على ما جرى في إجتماع قصر بعبدا وصفت اللقاء بأنه غير مجدي، ولا يخرج عن إطار الألاعيب الصبيانية التي تريد هدر الوقت لمصلحة العدو.

وفي هذا الإطار، دعا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى ان يكون اللقاء المقبل في الناقورة لضم الوفد التقني اللبناني الى جانب الوفد الأمريكي، وذلك بهدف البت بكل التفاصيل، والوصول الى نسخة شبه نهائية من الاتفاق، لتكون جاهزة خلال أيام وليس أسابيع. 

ومع التطمينات التي أطلقها كل من الرؤساء الثلاثة واللواء عباس ابراهيم عقب الاجتماع الموسع مع الوفد الأمريكي يبدو أن الأمور متجهة الى مزيد من المماطلة خاصة مع تصريح هوكشتاين أنه سيعود بالأسابيع المقبلة، أي أن الأمور قد تتجه الى التصعيد، مع وعود السيد نصر الله بقلب الطاولة في أيلول اذا لم تحسم ملفات الترسيم والتنقيب والاستخراج.

هذه الأمور تتقاطع مع استعار الحرب في أوكرانيا، مما يعني مزيدًا من الضغط على أسواق الغاز، الذي بات بأمس الحاجة الى مصادر جديدة ان كان من لبنان أو العدو خاصة مع اقتراب الشتاء من القارة العجوز، مع عدم فعالية العقوبات بكبح جماح الروس عن الإنتهاء من حملتهم العسكرية في أوكرانيا. 

Exit mobile version