بقلم // جهاد أيوب
دخول لبنان الحرب الأوسع مع الكيان المؤقت يتطلب غلطة عسكرية من الطرفين، وسوء تقدير من ولاية إسرائيل الأميركية المدعومة غربياً وبتمويل عربي (هي في حالة حروب دائمة مع محيطها)، أو غلطة من الجهة اللبنانية، ولكن حكمة المقاومة وقائدها في لبنان هي التي جنبت توسيع دائرة الحرب، والاكتفاء بتوسيع دائرة النار من خلال الرد بقصف محدد ومباشر وموجع داخل عمق المناطق المدنية العسكرية في إسرائيل!
لولا حكمة قيادة المقاومة لكنا في قلب قلب الحرب وليست المعركة التي تخاض اليوم، خاصة أن كل ما يتحرك على الحدود اللبنانية الفلسطينية تحت قبضة ورصد رجال الله بالنظر وبالفعل العسكري، ومنذ أيام كادت ستقع الحرب عن طريق لبنان لو نفذت عملية قصف تجمع صهيوني لأكثر من 400 مجرماً عسكرياً على الحدود، كانوا يتشكلون لينتشروا، ولكن قبل نصف ساعة من تنفيذ العملية جاء الاتصال بتأجيل الضربة المحكمة والقاضية لأسباب تكتيكية ولوجستية!
لو نفذت العملية كنا قد دخلنا الحرب الحسم، ولكن حكمة المقاومة بالرد وبإصابة الهدف جعلها تترك حماقة دخول الحرب على الجانب الصهيوني!
الاسرائيليون لا يعرفون ماذا ينتظرهم من الجانب اللبناني، ولا يدركون ماذا يفعلون وسيفعلون في غزة، وكل ما قاموا به حتى الآن في شمال غزة وجنوبها ردات فعل إرهابية إجرامية تدميرية عشوائية أوقعتهم في صراع مع الشارع الغربي حيث اكتشف غياب الجانب الإنساني وكذبة وجود الصهاينة في فلسطين المحتلة المسلوبة من أهلها، أما الشارع العربي فهي مع حكامه لا يعيرونه أي اعتبار، هو صوت في فراغات الوجود!
ومن الواضح عند الخبراء من العسكريين أن عصابة الصهاينة تجهل التكتيك العسكري الميداني في غزة، وعدم تحقيقها إلى الآن أي انتصار غير الدمار، وهذا كشف هشاشة التخطيط في حرب العصابات، واضر بسمعة هذا الجيش الصهيوني المناط به تحقيق أهداف ومشاريع أميركا والغرب ونتاتيف من احلام الزعامات الأعرابية !
جيش عصابة الكيان المرحلي يعيش في دائرة لا تؤهله بأن يُعتمد عليه، ويعاني من:
– تناقض في الأهداف والطلبات!
– عدم التحكم بالقرار العسكري!
– تنفيذ قرارات الغرفة العسكرية الأميركية السوداء، والتي تحدد له مهام ضرباته الاجرامية!
– ترك لأفراد جيش العصابة الصهيونية بقتل ما يرغبون وبالانتقام!
– السماح للقيادات السياسية الصهيونية بالثرثرة فقط من قبل أميركا النازية، لذلك يقولون ما لا يتمكنون من فعله!
– لا وضوح في حربهم ضد فلسطين غير القصف العشوائي، والمزيد من قتل الابرياء!
ويقيناً أن هذه المعركة مع أميركا بأموال وحصار أعرابي وبتنفيذ اسرائيلي، وهذه الأخيرة غاب عنها معرفة مراكز حماس والجهاد، وكلما طال أمد حربها النازية تتغير أهدافها التي تضعها بمزاجية لا تتوافق مع أرض المعركة، وتعيش اليوم في خطابها على احتلال “جباليا” و”خان يونس”، وسابقاً كان شعارها القضاء على المقاومة، وتنازلت إلى احتلال منزل هنية، كما اعتبرت أن قيادة حماس تنطلق من مستشفى الشفاء ولم تتمكن من تأكيد ذلك…!
إسرائيل المؤقته تخوض حرباً عن غيرها، والمقاومة في فلسطين تخوض معركة وجودية مصيرية مع فارق أصبح واضحاً أن القيادات العربية الشريكة بالجريمة والغرب الدموي وأميركا النازية لا يسمحون بسقوط وهزيمة الكيان الصهيوني المؤقت، ومحور المقاومة ما بين لبنان واليمن والعراق وايران وسورية لن تسمح بهزيمة حماس والمقاومة في فلسطين، هذا هو لب هذه المرحلة، والغلبة دائماً لأهل الأرض، ولأصحاب الصبر والبصيرة والحكمة والمقاومة…!