كتبت جريدة “النهار”:
من المقرّر أن يجتمع مفاوضون في العاصمة القطرية الدوحة مرة أخرى اليوم، في محاولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في #غزة، بينما تواصل #إسرائيل مهاجمة أهداف في القطاع الفلسطيني.
ولفت مسؤولون قطريون وأميركيون إلى أنّ جولة المفاوضات بدأت يوم الخميس وتقرَّر استئنافها يوم الجمعة لليوم الثاني.
وأفاد مسؤول أميركي مطّلع على المناقشات في الدوحة، رفض الكشف عن هويته، لـ”رويترز”، بأنّ محادثات الخميس كانت “بنّاءة”.
من جهته، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في الولايات المتحدة جون كيربي لصحافيين في البيت الأبيض: “هذا عمل حيوي. يمكن التغلّب على العقبات المتبقية، وعلينا إتمام هذه العملية”.
وفي الوقت نفسه، تواصل إسرائيل هجومها على غزة. وقال مسؤولون بالقطاع الطبي في غزة إن ستة فلسطينيين على الأقل قتلوا، مساء الخميس، في غارة جوية إسرائيلية على منزل في جباليا بشمال القطاع.
وفي وقت سابق، قصفت القوات الإسرائيلية أهدافا في مدينتي رفح وخان يونس الجنوبيتين.
وقال مسؤولون بالقطاع الطبي في غزة على نحو منفصل، أمس الخميس، إنّ عدد القتلى هناك تجاوز 40 ألفاً بعد أكثر من عشرة أشهر من الحرب.
وفي بيان صدر في وقت متأخّر من يوم الخميس على “تيلغرام”، قال عضو المكتب السياسي لحركة “#حماس” حسام بدران إنّ “استمرار عمليات إسرائيل يُشكّل عقبة أمام التقدم نحو تحقيق وقف إطلاق النار”.
وقال إنّ “المحادثات يجب أن تتحرّك نحو تنفيذ اتفاق إطاري تم الاتفاق عليه سابقاً وتحقيق وقف إطلاق نار كامل وانسحاب القوات الإسرائيلية وعودة النازحين الفلسطينيين وصفقة تبادل الأسرى”.
وأضاف بدران أنّ “الحركة تنظر إلى #مفاوضات الدوحة بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى من منظور استراتيجي يهدف لإنهاء العدوان على غزة”.
ولم ينضم مسؤولون من “حماس” إلى محادثات الخميس. وقال المسؤول لـ”رويترز” إنّ الوسطاء يعتزمون التشاور مع فريق “حماس” التفاوضي بالدوحة بعد الاجتماع.
إلى ذلك، أفاد مسؤولون بقطاع الدفاع الإسرائيلي بأنّ الوفد الإسرائيلي يضم رئيس المخابرات دافيد برنياع ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار ومنسق ملف الرهائن في الجيش الإسرائيلي نيتسان ألون.
ويُمثّل مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بيل بيرنز ومبعوث الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط بريت ماكغورك واشنطن في المحادثات التي دعا إليها رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، كما يشارك عباس كامل رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية في محادثات الدوحة.
تُعقَد المحادثات، وهي محاولة لإنهاء القتال ودوّامة العنف في قطاع غزة وإطلاق سراح 115 من الرهائن الإسرائيليين والأجانب المحتجزين هناك، في الوقت الذي بدت فيه إيران على وشك الرد على إسرائيل بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إسماعيل هنية في طهران يوم 31 تموز.
ومع إرسال سفن حربية وغواصات وطائرات حربية أمريكية إلى المنطقة للدفاع عن إسرائيل وردع أي هجوم محتمل، تأمل واشنطن أن يؤدي اتفاق وقف إطلاق النار في غزة إلى منع اندلاع حرب إقليمية أوسع نطاقاً.
وتتبادل كل من إسرائيل و”حماس” إلقاء اللوم على بعضهما البعض في الفشل في التوصل إلى اتفاق، لكن لم يستبعد أي من الجانبين التوصل إلى اتفاق.
وقال مصدر في فريق التفاوض الإسرائيلي، الأربعاء، إنّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سمح بقدر كبير من التصرف في التعامل مع بعض نقاط الخلاف الجوهرية.
وتتضمّن نقاط الخلاف وجود القوات الإسرائيلية في قطاع غزة والترتيب الزمني لإطلاق سراح الرهائن والقيود المفروضة على الوصول إلى شمال قطاع غزة.
من جهته، قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك إنّ عدد القتلى الذي ذكرته وزارة الصحة في غزة والذي يتجاوز 40 ألفاً “علامة فارقة مروّعة للعالم”.
وأضاف في بيان من جنيف أنّ “هذا الوضع الذي لا يمكن تصوّره سببه إلى حد كبير عدم امتثال قوات الدفاع الإسرائيلية لقواعد الحرب”.