دعا مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى زيادة المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، لكن أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة قال إن الطريقة التي تنفذ بها إسرائيل عمليتها العسكرية تخلق “عقبات هائلة” أمام توزيع المساعدات داخل القطاع المتضرر.
وبعد أيام من الجدل لتجنب التهديد باستخدام حق النقض (فيتو) الأمريكي، أصدر مجلس الأمن يوم الجمعة قرارا يحث على اتخاذ خطوات عاجلة للسماح على الفور بوصول المساعدات الإنسانية “بشكل آمن ودون عوائق وواسع النطاق وتهيئة الظروف لوقف مستدام” للقتال.
وتم تخفيف نبرةالقرار مقارنة بالمسودات السابقة التي دعت إلى إنهاء فوري للحرب المستمرة منذ 11 أسبوعا وتخفيف سيطرة إسرائيل على توصيل المساعدات، مما مهد الطريق أمام التصويت. وامتنعت الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل، عن التصويت.
ودعمت واشنطن مرارا وتكرارا حق إسرائيل في الدفاع عن النفس في أعقاب الهجوم الذي شنه مسلحو حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) التي تحكم قطاع غزة في السابع من أكتوبر على إسرائيل التي تقول إنهم قتلوا 1200 شخص واحتجزوا 240 رهينة إلى القطاع.
وقال جلعاد إردان، سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، إنه كان ينبغي لمجلس الأمن أن يركز أكثر على تحرير الرهائن وإن التركيز على “آليات المساعدة” ليس ضروريا لأن إسرائيل تسمح “بتسليم المساعدات على المستوى المطلوب”.
وانقسمت حماس والسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية حول هذا الإجراء، إذ قالت الأولى إنه “غير كاف” لتلبية احتياجات القطاع المنكوب ويتحدى الدعوات الدولية لإنهاء ”العدوان الإسرائيلي”.
ورحبت وزارة الخارجية الفلسطينية بالقرار ووصفته بأنه “خطوة نحو إنهاء العدوان وتأمين وصول المساعدات وحماية أبناء شعبنا”.
وتعارض الولايات المتحدة وإسرائيل، اللتان تعهدتا بالقضاء على حماس، وقف إطلاق النار، معتبرتين أن ذلك سيسمح للجماعة الإسلامية المتشددة بإعادة تنظيم صفوفها وإعادة تسليحها.
لكن انتقادات إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تصاعدت بسبب زيادة عدد الضحايا والأزمة الإنسانية التي تفاقمت مع استمرار إسرائيل في هجومها البري والجوي.
المزيد
وقال جوتيريش إن الطريقة التي تنفذ بها إسرائيل عمليتها “تخلق عقبات هائلة أمام توزيع المساعدات الإنسانية” في غزة، إذ تقول الأمم المتحدة إن المساعدات المتاحة لا تمثل سوى عشرة بالمئة من المطلوب.
وتقول إسرائيل إن 5405 شاحنات مساعدات تحمل الغذاء والماء والإمدادات الطبية دخلت غزة منذ بدء الحرب.
وأظهر أحدث تقرير من وزارة الصحة في غزة عن عدد القتلى والمصابين أن 20057 فلسطينيا قتلوا وأصيب 53320 آخرين في الهجوم الإسرائيلي الذي دمر مساحات شاسعة من القطاع وتسبب في نزوح معظم السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
وتقول إسرائيل إن 140 من جنودها قتلوا منذ أن بدأت توغلها البري في 20 أكتوبر تشرين الأول.
*ضربات جوية وقصف في وقت متأخر من الليل
وردت أنباء عن ضربات جوية وقصف مدفعي واشتباكات في أنحاء غزة في وقت متأخر من مساء يوم الجمعة مع تضاءل الآمال في تحقيق انفراجة وشيكة في المحادثات الجارية في مصر والتي تهدف إلى إقناع إسرائيل وحماس بالموافقة على هدنة جديدة.
وأمر الجيش الإسرائيلي سكان البريج في وسط غزة بالتحرك جنوبا على الفور، مما يشير إلى محور تركيز جديد للهجوم البري الذي دمر بالفعل شمال القطاع ونفذت خلاله القوات الإسرائيلية سلسلة من الاجتياحات في الجنوب.
وحزم بعض السكان أمتعتهم على متن عربات تجرها الحمير وغادروا، لكن لم تظهر حتى الآن أي إشارات على مغادرة عدد كبير من السكان من المنطقة لينضموا إلى مئات الألوف من النازحين من مناطق أخرى.
وقال زياد، وهو مسعف وأب لستة أطفال، لرويترز عبر الهاتف “أين يجب أن نذهب؟ لا يوجد مكان آمن”. وأضاف “يطلبون من الناس التوجه إلى دير البلح (وسط مدينة غزة) حيث يقصفون ليل نهار”.
وقال مسؤولون في قطاع الصحة ووسائل إعلام تابعة لحماس إن غارة جوية إسرائيلية على منزل في مخيم النصيرات للاجئين أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص بينهم صحفي في قناة الأقصى التابعة لحركة حماس واثنين من أقاربه.
وبمقتل الصحفي يرتفع عدد الصحفيين الذين قتلوا في الصراع إلى 69 على الأقل، وفقا لإحصاء لجنة حماية الصحفيين.
وفي الجنوب قال موظف إغاثة فلسطيني إن أربعة مدنيين على الأقل قتلوا في غارة جوية على سيارة في رفح. وأظهر مقطع مصور صبيا، وجهه ملطخ بالدماء، وفتاة، يُنقلان من مكان الحادث. ولم يصدر تعليق من إسرائيل حتى الآن.