في خِضم الأزمات التي شهدها العالم من مخاطر دولية هددت البشرية ومم مخاطر كادت أن تولد حرباً نووية مثل أزمة صواريخ كوبا والحرب الباردة التي كانت أساس تحويل جذري في النظام العالمي الجديد. وعلى هذا الأساي نرى أنّ تلكَ المخاطر وليدة التحويل السياسي والعالمي وإنّ أبرز المخاطر والأزمات التي نشاهدها في الوقت الحالي هي “أزمة روسيا وأوكرانيا” .
إنّ تلكَ الأزمة خلقت وراءها طابعاً تاريخياً وإيديلوجياً ، فقبلَ دخول روسيا إلى الإتحاد السوفياتي شهدت بعض الحركات الثورية تحمل في طياتها فلسفة ثورية ألا وهي أفكار” إسكندر هيرزن” حول تحديث روسيا إلى النمط الغربي وإعتبرَ هيرزون أنّ روسيا الإتحادية يجب أن تكون رأسمالية إلاّ أنّ ذلكَ لم يحدث بسبب الحركات الثورية الإشتراكية إلى أن أنهتها بالحركة الماركسية اللينينية ،وإعتبار روسيا المعلم الإيديلوجي السياسي لتلكَ الثورة والوجه الأبرز في الإتحاد السوفياتي . أما تاريخ أوكرانيا حيثُ كانت صاحبة الفكر الإشتراكي أثناء دخولها الإتحاد السوفياتي حيثُ كانت تدعى”أوكرانيا الإشتراكية أو السوفياتية” . لذا مع الخلفية التاريخية البعيدة نرى أنّ الأزمة الأساسية الحاصلة بينَ أوكرانيا وروسيا هي أزمة إيديلوجية مبنية على أنّ أوكرانيا متمسكة بالإنضمام إلى حلف الناتو .وهذا ما أزعجَ الرئيس فلاديمير بوتين ، وبناءً على ذلكَ أكد أنّ جمهورتي دونتسيك ولوغانسك اللتان تقعان في شرق أوكرانيا هي تحت السيادة الروسيا وويجب إستعادتهما ، وبالرغم من العامل الإيديلوجي الذي أودىَ بشرخ الأوكراني الروسي . هناكَ عاملاً خارجياً أو مواقف خارجية ،فالدول الأبرز التي عارضت بشدة “تداعيان روسيا إتجاه أوكرانيا” هي الولايات المتحدة الأمريكية حيثُ سعت في الضغط على روسيا بالعقوبات وقامت بتجميد أموال الرئيس بوتين كما صرحَ الرئيس الأمريكي “جو بايدن” . وأبدى رئيس كوريا الشمالية بمواقف إيجابية إتجاه ما تقوم به روسيا ، وليسَ ذلكَ فحسب بل إنّ تلكَ الأزمة أسست في وقف حصول لبنان على القمح لأنهُ مستورد من الدولة الأوكرانية وهذا ما يؤدي إلى نقص في الموارد الغذائية الأساسية للمواطن اللبناني من خبز وطحين وإرتفاع أسعارهما في الأشهر اللاحقة ولا نخفى من وجود أثر سلبي على مصر حيثُ قال ياسر عمر وكيل لجنة الخطة والموازنة في مصر “إنّ إستمرار إرتفاع أسعار النفط سيؤثر سلباً على الموازنة العامة” . ولا نخفى كن وجود مشاكل إقليمية وعالمية ومواقف إما متأرجحة أو حيادية أو سلبية مع الطرفين “الروسي والأكراني” .
لذا الأزمة الأوكرانية الروسية لها تأثيرات إقتصادية كبيرة توازي تقريباً تأثيرات الإقتصادية على العالم جراء فيروس كورونا وفي نهاية لا بد من وجود حل لتلكَ الأزمة إما بالمفاوضات السلمية وإلاّ سيحدث مثل ما حدث مع الغزو الأمريكي للعراق بإستنزاف روسيا موارد وثروات أوكرانيا ووقف الحرب وإنزال قواعد عسكرية روسيا في أوكرانيا كما فعلت الولايات المتحدة الأمريكية