الاخبار الرئيسيةمقالات

الأرض “تغلي”: أزمة تغيّر المناخ تتجه نحو منعطف خطر!

الديار- شانتال عاصي

الديار- شانتال عاصي

يشهد العالم تغييرات مناخية غير مسبوقة في جميع أنحاء الأرض، وموجات الحر تسجل أرقاما قياسية مرتفعة نظراً لارتفاع حدّة الاحترار العالمي. تجتاح موجة حر شديد أجزاء شاسعة من نصف الكرة الأرضية الشمالي، وشهد شهر حزيران الماضي أعلى متوسط درجة حرارة عالمية مسجلة، وتستمر خلال هذا الشهر، وكلّ ذلك يعزى إلى الاحترار العالمي.

فتكرار حدوث ظواهر الاحترار العالمي له تأثير كبير في صحة الإنسان والنظم البيئية والاقتصادات والزراعة والطاقة وإمدادات المياه.

ماذا عن القبة الحرارية؟

سجلت السعودية ومصر والعراق ولبنان والأردن وبلاد المغرب العربي، على مدار الأيام الماضي درجات حرارة قياسية دفع مسؤولو الأرصاد في تلك البلاد من تحذير السكان ونشر سبل الوقاية من تلك الموجة خاصة للفئات التي قد تكون أكثر تاثرًا سواء الأطفال أو كبار السن.

ومن المتوقع أن تشهد منطقة البحر المتوسط درجات حرارة أعلى من المعتاد خلال الأسبوعين المقبلين تصل إلى 5 درجات مئوية أعلى من المعتاد، لتتراوح درجات الحرارة العظمى بين 35 و40 درجة حرارة مئوية في العديد من المناطق، كما ستصل إلى 45 درجة في الشرق الأوسط وجنوب شرق تركيا.

وبحسب الخبير البيئي البروفيسور ضومط كامل، يحدث الارتفاع القياسي في درجة الحرارة، المعروف أيضًا باسم ظاهرة القبة الحرارية، في الطبقات العليا من الغلاف الجوي وتحديداً في طبقة الستراتوسفير، والتي عادةً ما تشهد درجات حرارة منخفضة. يحدث هذا بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة في الطبقات السفلى من الغلاف الجوي، والتي يشار إليها باسم طبقة التروبوسفير.

ونتيجة لهذا التباين في درجة الحرارة بين الطبقتين، تتشكل موجة من منطقة الضغط العالي. في هذه الموجة، يرتفع منسوب الهواء الساخن من الغلاف الجوي السفلي ويصطدم بمنطقة الضغط المرتفع، مما يؤدي إلى زيادة درجة الحرارة بشكل أكبر. ثم تقوم منطقة الضغط العالي بدفع الهواء الساخن إلى أسفل، مما ينتج منه موجة حرارية أكثر سخونة وكثافة.

قد تستمر هذه القبة الحرارية إلى أيام وربما أسابيع، أو تصل إلى حد أن تكون قاتلة لبعض الناس وتؤثر في المحاصيل أو تسبب حرائق الغابات.

تموز الحالي… الأكثر سخونة

منذ آلاف السنين!

رجّح كبير علماء المناخ في وكالة ناسا الأميركية أن يكون شهر تموز الحالي، على الأرجح، الأكثر سخونة في العالم منذ مئات، إن لم يكن آلاف السنين.

وسبق أن شهد هذا الشهر، تحطيم أرقام قياسية يومية وفق مراصد يديرها الاتحاد الأوروبي وجامعة ماين، وتعتمد على توليد تقديرات أولية بالاستناد إلى نماذج تجمع بين بيانات أرضية وأخرى عبر الأقمار الصناعية.

واعتبر العالم غافين شميدت أنه على الرغم من اختلاف نتائج هذه المراصد قليلا عن بعضها بعضا إلا أن الارتفاع الشديد في درجات الحرارة واضح بشكل جلي.

كما سينعكس هذا الأمر على الأرجح في التقارير الشهرية الأكثر دقة التي تصدر عن الوكالات الأميركية في وقت لاحق.

ظاهرة النينو وارتباطها بارتفاع الحرارة

وكشف الخبير البيئي، أن القبة الحرارية الحارقة ليست وحدها المسؤولة عن موجة الحرارة الشديدة، بل تترافق مع الحدث المناخي المعروف باسم “ظاهرة النينيو”. تتجلى هذه الظاهرة الجوية غير المنتظمة في صورة أنماط تشبه الموجة لفترات طويلة، وتستمر حتى 12 شهرًا.

تنجم ظاهرة “النينيو” عن ارتفاع درجات حرارة سطح المحيط في المناطق الاستوائية الوسطى والشرقية من المحيط الهادئ. وتقترح المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن تغير المناخ بفعل الإنسان قد يساهم في حدوثه.

زر الذهاب إلى الأعلى