تحدث الامين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصر الله أثناء الحفل التأبيني في ذكرى مرور أسبوع على رحيل النائب السابق محمد حسن ياغي، في حسينية مقام السيدة خولة في بعلبك، مسنهلا بالحديث عن مزايا وصفات الراحل، وقال :”نشهد أيها الحاج القائد محمد ياغي أنك كنت مطيعا لله ورسوله”.
وعرض للعلاقة التي ربطته مع ياغي، فقال : “شهادتي بالحاج “أبو سليم” شهادة حسية عرفته منذ أن كنا شبانا عام 1978 ومنذ الساعات الأولى نشأت علاقة أخوة ومحبة وصداقة وثقة كاملة.الحاج أبو سليم كان ثائرا وفاعلا في منطقته ومحيطه ابتداء من بعلبك وكان
الملهم الأول له كان سماحة السيد موسى الصدر.والتقينا في أول مجموعة تنظيمية في بعلبك وعملنا سويا لأكثر من 40 سنة وقدمنا معا في تحمل المسؤولية” .
أضاف :”هذا المسير للحاج أبو سليم مع الإمام الصدر والسيد عباس الموسوي والسيد محمد باقر الصدر، أوصل الى قيادة الامام الخميني التاريخية. في حزب الله كان قدرنا أن نكون ونعمل سويا في بداية “حزب الله” في البقاع عندما تأسست قيادة منطقة البقاع.
كان أبو سليم معاونا ومعينا وسندا ومساعدا وحاضرا لأداء التكليف في أي من المواقع على طول هذه المسيرة. وكان حضوره كبيرا وأغلب شبابه وعمره قضاه في خدمة البقاع وأهله وهم يستحقون كل هذا الوفاء منه”.
وأكد السيد نصر الله “ان أهل البقاع لم يبخلوا لا بنفس ولا بدم ولا بأي من التضحيات”. وقال :” نجد اليوم أهل البقاع وعشائره كما في البلدات الجنوبية والضاحية تشيع الشهداء بالاحتضان الكبير والاصرار على مواصلة هذا الطريق مهما بلغت التضحيات”.
وجدد العزاء بشهداء زوار ضريح الحاج قاسم سليماني في كرمان وللامام السيد على الخامنئي وللجمهورية الإسلامية، متوجها الى الى “العراق والمرجعية والحشد الشعبي وحركة النجباء بالتعزية بالحاج “أبو تقوى” السعيدي”.
وانتقل السيد نصر الله الى الحديث عن الجبهة الجنوبية مع فلسطين المحتلة.
فأشار الى انه “على امتداد أكثر من 100 كلم وما يزيد عن 90 يوما تم استهداف كل المواقع الحدودية المعادية وعدد كبير من المواقع الخلفية والمستعمرات ردا على الاعتداءات على المدنيين”، وقال :” لم يبق موقع حدودي إلا واستهدف مرات عدة
وتم استهداف التجهيزات الفنية والاستخبارية في كل المواقع المعادية. وهذه الاستهدافات من قبل المقاومة تقدر بمئات ملايين الدولارات. وفي المرحلة الثانية هرب جنود العدو الى المستعمرات الخالية من السكان والى محيط المواقع خوفا من فصائل المقاومة وهجومها على بعض المواقع”.
وأكد اننا “نحصل على معلومات جيدة ودقيقة وصور وأفلام بخصوص تموضعات وتجمعات العدو، حيث تم تدمير عدد كبير من الدبابات والآليات التابعة للعدو واليوم الضباط والجنود مختبئون، وقد حاول العدو الاستعاضة عن خسائره الفنية بالمسيرات وطائراته الاستطلاعية”.
ولفت الى ان “العدو مارس تكتما إعلاميا شديدا إزاء قتلاه وجرحاه على الجبهة الشمالية”، الا ان الخبراء في كيان العدو يقولون إن عدد القتلى الحقيقي هو ثلاثة أضعاف ما يعلنه جيش الاحتلال”. وقال :”الإحصاء بحسب مصادر وزارة الصحة الاسرائيلية حتى الآن ما يزيد عن 2000 إصابة في جبهة الشمال”.
وتوجه الى من يسأل عن جدوى المواجهة جنوبا :” لو كنتم تعرفون حجم الخسائر البشرية لدى العدو وآلياته لما سمحتم لأنفسكم بالحديث عن جدوى القتال في الجبهة الشمالية”.
وأوضح السيد نصر الله “كنا نستهدف أهدافا عسكرية وضباطا وجنودا واذا ضربنا بيوتا فهو ردا على استهداف المدنيين عندنا”، وقال :”ما يجري عند الحدود الجنوبية وصفه أحد وزراء الحرب الاسرائيليين بأنه إذلال لـ”اسرائيل”، مضيفا : ان التهجير والتشريد سوف سيشكل ضغطا سياسيا وأمنيا على حكومة العدو”.
وجدد التأكيد ان “هدف الجبهة من لبنان وسوريا والعراق واليمن هو الضغط على حكومة العدو واستنزافه وإيلامه من أجل وقف العدوان على غزة، والهدف الثاني للجبهة اللبنانية الجنوبية هو تخفيف الضغط عن الوضع الميداني في غزة”.وقال :”عندما اضطر العدو الى سحب الفرق في الأعياد جاء بفرق من غزة وليس من الجبهة الشمالية”.
وأسف ان “بعض السياسيين في لبنان إما جهلة أو يتجاهلون أو لم يقرأوا التاريخ منذ عام 1948. وذكر انه منذ عام 1948 “اسرائيل” هي التي تهاجم في جنوب لبنان وتعتدي على الناس وعلى الجيش اللبناني وترتكب المجازر. ودائما أهل الجنوب كانوا يهجرون واليوم المحتل الاسرائيلي هو الذي يهجر”.
أضاف :”أقول للمستعمرين وللمستوطنين الذي يصرخون كل يوم ويخافون ويطالبون حكومتهم بالحزم العسكري مع لبنان هذا خيار خاطئ لكم ولحكومتكم وأول من سيدفع الثمن هو أنتم ومستوطنات الشمال”.
وعلق نصر الله على كلام لنتنياهو، وقال:” جنود العدو مختبئون كالفئران.الخيمة صارت من الماضي واليوم نحن أمام معركة حقيقية. في الماضي كانت حين تنفذ عملية واحدة كان يدمر جنوب لبنان”.
وقال :”نحن أمام فرصة تاريخية الآن للتحرير الكامل لكل شبر من أرضنا ولتثبيت معادلة تمنع العدو من اختراق سيادة بلدنا وهذه الفرصة فتحتها الجبهة اللبنانية من جديد”.
ثم تحدث السيد نصر الله عن اغتيال الشيخ صالح العاروري، معتبرا انه “خرق كبير وخطير”، وقال :”قتل الشيخ صالح العاروري قطعا لن يكون بلا رد أو عقاب والقرار اليوم هو بيد الميدان وهو آت حتما ولا نستطيع أن نسكت على خرق بهذا المستوى من الخطورة وهذا يعني أن لبنان سيصبح مكشوفا” معلنا ان الرد آت لا محال”.
ولفت نصر الله الى ان الولايات المتحدة الاميركية “أمام هزيمة استراتيجية كبرى في أوكرانيا.
وعن العمليات العسكرية للمقاومة العراقية، قال:”السبب الحقيقي هو إسناد غزة والإدارة الأميركية قلقة منها وهي تواجه مأزقا في أوكرانيا.
واعتبر ان من بركات قيام المقاومة الاسلامية في العراق في فتح جبهتها نصرة لغزة “أن العراق أمام فرصة حقيقية للتخلص من المحتل الأميركي”، وقال :”اليوم هناك فرصة تاريخية أمام الحكومة العراقية ومجلس النواب والشعب العراقي ليغادر المحتلون والقتلة الذين سفكوا دماء العراقيين والإيرانيين وشعوب المنطقة. والعراق لا يحتاج الى الأميركيين لقتال “داعش”.
وسأل من الذي يرعى اليوم داعش في سوريا؟ فتشوا عن القوات الأميركية”. وقال:القاعدة عملت على تسخيف كل ما قام به محور المقاومة إسنادا لغزة تغطية لتخاذلهم”.
ورأى ان من “يقلل من شأن أعمال محور المقاومة اليوم هم الذين لم يقدموا شيئا منذ بدء العدوان على غزة”، معتبرا ” ان الجهاد يجلب العز والقعود عنه يجلب الذل، وقال :”من يتخلف عن الجهاد ألبسه الله ثوب الذل.
ولفت الى ان الأنظمة الساكتة والمتخاذلة “بغتت بما فعله اليمنيون في البحر الأحمر”. وقال :”من البركات الوطنية لم تعد حكومة صنعاء فئة داخلية بل أصبحت جزءا من المعادلة الدولية التي يقف العالم أمامها على “رجل ونص”.
أضاف :” رسالة اليمن اليوم هي رسالة للولايات المتحدة، أنتم لا تواجهون حركة “أنصارالله” بل عشرات ملايين من الشعب اليمني الذي كل تاريخه إلحاق الهزائم بالمعتدين”.
ورأى نصر الله “ان اليمن يزداد عزا في العالمين العربي والإسلامي وفي عيون أصدقائه وأعدائه من خلال اتخاذ موقفه من غزة”.