اشتداد المواجهات بين لبنان واسرائيل لا يعني الحرب الشاملة واولوية تل ابيب معركة رفح الطويلة
تشير المعطيات الميدانية في جنوب لبنان إلى ان التصعيد العسكري المتبادل بين الاسرائيليين و “حزب الله” يزداد، إلى حد بات يُطرح السؤال: هل سنشهد حرباً شاملة او توسيعاً عشوائياً للضربات؟.
تتحدث معلومات “النشرة” عن استعداد الحزب لكل السيناريوهات الاسرائيلية المُحتملة، بما فيها توسيع الضربات، التي يقابلها “حزب الله” بتوسيع استهدافاته. لكن قراءة هادئة للميدان، تؤكّد ان إسرائيل تتفرّغ لمعركة رفح، ولذلك سحبت لواءين من شمالها نحو غزه. وذكر الجيش الاسرائيلي إنّه حشد لواءين من قوات الإحتياط، لمواصلة الهجوم في قطاع غزة، تحت قيادة الفرقة 99، مشيراً إلى أن “لواءين عملا على الحدود الشمالية، أجريا الإستعدادات على مدار الأسابيع الأخيرة لمهمتهما في قطاع غزة”.
فلو كانت إسرائيل ترغب بإقامة حرب مفتوحة ضد لبنان، خارج القواعد القائمة حالياً، لما كانت قررت سحب لواءين من الشمال نحو غزه. لكن ذلك لا يعني عدم اشتداد الضربات عبر الطيران او المسيّرات او المدفعية والصواريخ التي تطال جنوب لبنان
وفي هذا الاشتداد بالذات رسائل لخصّها مصدر مطّلع لـ”النشرة”: تزيد إسرائيل من حجم ضرباتها، بموازاة حراك فرنسي يسعى الى فرض تسوية حدودية بين لبنان وإسرائيل. مما يعني أن تل ابيب تستبق تلك المفاوضات بتصعيد ناري، لفرض شرط اساسي حالياً، إعادة مستوطنيها الى الشمال، على الاقل مئة الف منهم، كانوا نزحوا من مستوطنات حدودية مع لبنان.
لكن بالمقابل، يفرض “حزب الله” وقائع ميدانية تؤذي الاسرائيليين، وتمنع توظيف تصعيدهم في مساحة المبادرة الفرنسية، مع ثابتة ربط مواجهات الجنوب بحرب غزه.
على هذا الاساس، سيكون الاشتداد في اللعبة الميدانية هو سيّد المرحلة، دون مستوى الحرب غير المنضبطة. وستكون إسرائيل مشغولة في الفترة المقبلة بمعركة رفح، التي تشكّل اولوية في حسابات تل ابيب، ولاشيء سواها، من دون اتضاح تداعياتها، خصوصاً انها تتحسّب لمواجهات قد تكون طويلة في جنوب غزة.