الاخبار الرئيسيةمقالات

اسدال الستارة على التقاطعات الداخلية بإنتظار العراب الفرنسي

كتب مبارك بيضون

كتب مبارك بيضون

يرتسم مشهد جديد في أفق الأزمة السياسية الداخلية بعد اسدال الستار عن انتخابات رئاسية طوبت الوزير سليمان فرنجية مرشحًا جديًا أمام مرشح التقاطعات الحديثة، والتي تبرأت من الإبراء المستحيل وعملت لتنصيب السنيورة رئيسًا في قصر بعبدًا.

التقاطعات الداخلية لم تفلح في فرض أزعور كمرشح توافقي يرضي جميع الأطراف، الذين يوارب بعضهم بانتظار إشارة خارجية تحمل في طياتها اسم المرشح المقبول من عواصم القرار ليجلس على كرسي بعبدا، فيما يستفيد البعض الآخر من الفراغ بغية شد عصب طائفي لتكريسه زعيمًا على طائفته، والبعض الأخر سمى أزعور مرغمًا عقب التلويح بعصا العقوبات من واشنطن في بداية التدخل الخارجي في الانتخابات الرئاسية.

المشهد الخارجي بدأ يرتسم الآن مع وصول ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى باريس ولقائه المطول مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وكان لبنان له حصة الأسد من المشاورات الكبرى بين الجانبين، والتي انتهت بتأكيد الجانبين على “ضرورة الإسراع في إنهاء الشغور السياسي المؤسساتي في لبنان”.

أما في الشرق، فحطت طائرة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في طهران، حاملًا معه بشائر عن بدء مرحلة جديدة من العلاقة بين الرياض وطهران، والتي ستنعكس إيجابًا على كل المنطقة بما فيها لبنان، عبر سحب أي فتيل طائفي لإشعال الأزمة داخليًا، فضًلا عن إعلان سعودي عن بدء مرحلة جديدة مع خصوم الأمس، في سبيل الاستقرار في المنطقة والذي سيحط عاجلًا أم آجلًا في لبنان.

وتشير مصادر مطلعة أن “البحث تناول صيغة لتخريج المأزق الرئاسي في لبنان، عبر الموافقة على تسمية فرنجية لرئاسة الجمهورية وقبول الرياض بشخصية رئيس الوزراء، كما تطرق البحث شكل الحكومة والثلث المعطل وصولًا الى الملف النفطي اللبناني.”

ويؤكد المصدر على أن “ماكرون يعتبر الانتخابات الرئاسية في لبنان قضيته الأولى في السياسة الخارجية الفرنسية، وذلك لعدم نعي المبادرة الفرنسية التي أطلقها عقب انفجار الرابع من آب، انطلاقًا من دور فرنسا كعراب للوضع اللبناني منذ الإستقلال، في محاولة لوضع تسوية براغماتية تنقل لبنان من ضفة التفكك الى ضفة الوحدة” وأضاف المصدر أن ” هذه التسوية أخذت أشكالًا جديدة في كل مرحلة من مراحل الأزمة، لتتلائم مع المتغيرات السياسية الداخلية، فضًلا عن الأجواء الخارجية التي بدأت بالتبدل لصالح المحور الإيراني على حساب تراجع الدور الأمريكي في المنطقة”

ومع هذا التراجع تبرز المصالح الاقتصادية للدولتين، إذ إن باريس تريد تحريك الجمود الاقتصادي الذي ضرب أوروبا مع بداية الحرب في أوكرانيا، عبر اتفاقيات اقتصادية مع الرياض، والتي تعتبر رافعة للاقتصاد الفرنسي الذي يعاني من التحديات الأربعة أي التضخم والدعم والديون و فاتورة الطاقة، أما الرياض تريد دعمًا فرنسيًا لإستضافة معرض إكسبو 2030، والذي يتنافس عليه إلى جانب السعودية كل من روسيا وكوريا الجنوبية وإيطاليا وأوكرانيا.

في المحصلة يبدو أن لا حلًا داخليًا للفراغ الرئاسي في انتظار كلمة سر خارجية تأتي برئيس قادر على انتشال لبنان من مستنقع الأزمات والتي قد تطيح باقتصاديات دول أخرى نظرًا لربطها بها.

زر الذهاب إلى الأعلى