كتبت جريدة “الأخبار”:
بلغ التوتر في شمال فلسطين المحتلة ذروته عقب كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، أمس، إذ أيقن المستوطنون بأن «إبقاء الجمهور الإسرائيلي برمّته في حالة توتر وقلق، في انتظار رد حزب الله، هو في حد ذاته إنجاز وجزء من المعركة التي يخوضها ضد إسرائيل»، على حد تعليق مراسل إذاعة جيش العدو على خطاب نصرالله. فيما كان اختراق مُسيّرات المقاومة أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، رغم حال الاستنفار القصوى، موضع جدل كبير، وأثار تساؤلات حول فعالية أنظمة الدفاع الجوي.وأشارت صحيفة «وول ستريت جورنال» إلى أن «إيران تمتلك طائرات بدون طيار وصواريخ باليستية لم تُصمّم القبة الحديدية لإيقافها». كما أن «حزب الله يمتلك ترسانة تضم عشرات الآلاف من قذائف الهاون والصواريخ الموجّهة بدقة التي قد تهدد بالتغلب على دفاعات إسرائيل»، ما دفع صحيفة «إسرائيل اليوم» إلى دعوة القيادة الإسرائيلية «بدلاً من الاكتفاء بالتهديدات ضد أعدائنا، للخروج إلى الجمهور والقول صراحة إن أياماً صعبة تنتظرنا».
ونقلت صحيفة «معاريف» عن مستوطنين في عكا، التي وصلت إليها مُسيّرات حزب الله أمس، قولهم «إنه أمر فظيع. عادة ما تكون هناك انفجارات قبل دوي صفارات الإنذار، ثم تأتي رسالة من المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، تقول إن هذا تحذير خاطئ. لم تعد هناك ثقة بالنظام الأمني، إنهم يكذبون». فيما حذّر الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي غيورا آيلاند من أنه «ليست لدى إسرائيل استجابة معقولة للمُسيّرات التي تُعتبر نماذج أقل قابلية للاكتشاف بواسطة الرادارات». وأضاف: «لا نملك استجابة جيدة لهذا الأمر، وبالتأكيد ليس بالحجم الذي اعتدنا عليه في اعتراض الصواريخ، ولا يبدو أن لدى حزب الله نقصاً في مثل هذه الطائرات». وعلى الموجة نفسها، أتى كلام رئيس مستوطنة بيت هِلل في الجليل الأعلى، تعليقاً على استهدافها من قبل حزب الله، إذ قال إن «أول ما تعلمناه هذا الأسبوع أنه ولأول مرة تُستهدف مستوطنة بيت هِلل كمستوطنة، والأمر الثاني الذي تعلمناه هو أن القبة الحديدية لا تعرف كيف تتصدى للتهديدات، حيث سببت صواريخ حزب الله أضراراً في المستوطنة»، فيما لفتت إذاعة جيش الاحتلال أمس، إلى أن طائرتين مُسيّرتين قطعتا مسافة حوالي 20 كيلومتراً داخل إسرائيل أمس، و«حلّقتا في سماء الشمال على مسار واضح في الطريق إلى الهدف حتى انفجرتا من دون اعتراضهما».
في الموازاة، كانت التقديرات الإسرائيلية الرسمية والإعلامية تتخبط في تكهنات متناقضة حول طبيعة رد حزب الله وإيران على اغتيال القائدين فؤاد شكر وإسماعيل هنية، ما ترك الجمهور الإسرائيلي «تحت الضغط وفي حالة توتر»، بحسب صحيفة «معاريف». ونقلت صحيفة «إسرائيل اليوم» عن «مسؤول إسرائيلي مطّلع» أن إيران وحزب الله «سيردان بشكل منفصل»، فيما أشارت مراسلة الشؤون السياسية في «كان» جيلي إلى أن «إسرائيل تستعد لاحتمال شن حزب الله هجوماً كبيراً يشمل استخدام صواريخ دقيقة»، وأن «أحد الاحتمالات التي تستعد لها إسرائيل رد فعل منفصل من قبل حزب الله وإيران، وقد يتطلب ذلك البقاء عدة ساعات في الملاجئ». وفي السياق نفسه، أشارت هيئة البث الإسرائيلية كذلك إلى «تقديرات في إسرائيل بأن حزب الله سيستخدم صواريخ دقيقة»، وبأن «رد حزب الله ورد إيران سيكونان منفصلين بحيث يبدأ الحزب بالهجوم».
إلى ذلك، كشفت قناة 14 العبرية أن التحقيقات الأولية أظهرت أن الانفجار الذي وقع أمس قرب نهاريا وأدى إلى إصابة مستوطنين اثنين، سببه انفجار صاروخ اعتراضي، ما يسلط الضوء مجدداً على الخسائر البشرية والمادية التي يتكبدها العدو نتيجة انفجار الصواريخ الاعتراضية، وعلى حادثة مجدل شمس التي راح ضحيتها عدد من أبناء الجولان السوري المحتل، واتهمت تل أبيب حزب الله بالمسؤولية عنها، فيما تشير مصادر محلية في المنطقة إلى أن صواريخ اعتراضية إسرائيلية تسببت في المجزرة.
وكان حزب الله شن هجوماً بسرب من المُسيّرات الانقضاضية على مقر قيادة لواء غولاني ومقر وحدة إيغوز 621 في ثكنة «شراغا» شمال عكا المحتلة، «أصابت أهدافها بدقّة وحقّقت إصابات مؤكدة»، واستهدف مبنى يستخدمه جنود العدو في مستعمرة أفيفيم «بالأسلحة المناسبة وأصابه إصابة مباشرة»، كما قصف مقر الدفاع الجوي والصاروخي في ثكنة كيلع بعشرات صواريخ الكاتيوشا. وجاءت هذه العمليات رداً على الاعتداءات على بلدتي عبا وميفدون.
كذلك كمن مقاتلو الحزب لملالة إسرائيلية في محيط موقع رويسات العلم في مزارع شبعا واستهدفوها بالصواريخ الموجّهة و«أصابوها إصابة مباشرة، ما أدى إلى تدميرها وسقوط طاقمها بين قتيل جريح». كما استهدفوا انتشاراً لجنود العدو في مرتفع أبو دجاج قرب ثكنة زرعيت بالقذائف المدفعية، وتجمعَين للجنود في تلة الكرنتينا بقذائف المدفعية، وقرب موقع بركة ريشا بصواريخ بركان، وموقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية، وموقع المرج بقذائف المدفعية.
ونعى حزب الله أمس الشهداء محمد حسين طالب (برج الشمالي)، وأدهم خنجر حسين ناصر (اركي)، وأمين حسن بدر الدين (الغبيري) وحسين علي ياسين (السلطانية) وعلي مصطفى شمس الدين (مجدل سلم) وحسن منصور منصور (جبشيت).