احد الولادة الجديدة من خاصرة الشهادة
كتب محمد جابر:
غدا سيعود السيد من جديد، ليجمع لبنان بتناقضاته، وستكون رسالة ذاك الرجل الشجاع الذي لم يستسلم لقدر الهزيمة وذهب الى الشهادة خاشعا شامخا.
غدا سيلتقي الجميع على خطى ابا هادي فتكون كلمات الرثاء لذكرى من كان يجمعنا في كل اطلالة على الشاشة حتى من اؤلئك الذين اختلفوا معه بالسياسة، ذاك الصادق الذي لم يعترف بالمعنى النفعي للسياسة فاحب الناس واحبوه، فلم يتراجع رغم الاغراءات التي قدمت له ويكشق عنها تباعا.
لم نصدق يا سماحة السيد بانك لم تعد موجودا معنا، ولا زال الكثيرون منا يأملون انها مجرد مزحة تكتيكية وانك ستعود لتطل بين الجماهير، معلنا استمرار المسيرة،لا نصدق لأنك زعيما لا تشبه باقي الزعامات التقليدية وما أكثرها في لبنان.
في يوم الوداع سنعترف أمامك يا سيد، بأن الحياة السياسية من بعدك ليست على ما يرام، لقد اخطلطت المفاهيم والقيم واصبح الدفاع عن الوطن جريمة، ومن يدافع عن ارضه او يناصر المظلوم ارهابيا، فيما قاتل الاطفال والنساء تصنفه دول العالم المتحضر بانه صانع الشرق الاوسط.
املنا يا ابا هادي ان يكون يوم الاحد يوم جمع لبنان، فالمقاومة هي قدر وهي لاتعني بالضرورة حمل السلاح، لا بل من واجب كل لبناني مقاومة الفساد والمحسوبيات والمحاصصات وتوزيع مغانم البلاد على الحاشية والمحاسيب، المقاومة التي تؤدي لبناء دولة تجمع الجميع، قد تكون هي الحل لجمع اللبناني مع الآخر المختلف.
الاحد ٢٣شباط موعد جديد مع ولادة جديدة فالسادة لا يموتون وربما الارض لم تعد تتسع لهم…والشارع سيتكلم، وسيكون احد الولادة الجديدة من خاصرة الشهادة، انه يوم ليس ككل الأيام، انه يوم الوفاء للشهيد السيد حسن نصرالله.