كتب مبارك بيضون
مركز بيروت للاخبار
يبدو ان الحلول إذا لم يكن هناك مصالح مشتركة بين كل القوى السياسية يستفيد منها الجميع ، و انتظام المؤسسات العامة في الدولة المعنية ومنها الانطلاق إلى حل أزمة حاكم مصرف لبنان وصندوق النقد الدولي علما أن هذين الملفين مرتبطين مع بعضهما بالشكل والمضمون اضافة الى عودة النازحين السوريين الى سوريا لن تنضج إلا بالخروج بمقررات يستفيد منها الجميع على حد سواء.
كل الموازين التي يعمل عليها جان ايف لودريان منذ وصوله إلى بيروت ولقاءاته مع الأفرقاء السياسيين هو لا يوازي في كفة الميزان موازين القوى الخارجية التي لم تنضج بعد لتصلَ إلى حلول من الممكن الاستفادة منها لحل الأزمة اللبنانية والتي تتمحور حول عدة عوامل خارجية ، وبحسب معلومات مصدر سياسي مطلع يشير الى ” أن أزمة انتخاب رئيس جديد للجمهورية لن تبصر النور قبل الاتفاق ضمناً وبعيدا عن الاعلام عن تشكيلةٍ حكوميةٍ يترأسها زعيمٌ سني كالحريري فيما لو عادت الأمور الى طبيعتها مع – السعودية ، أو بديل عنه يستطيع احتواء الشارع السني ويكون سيد القرار السني البيروتي الفاعل ، ومنه تندرج عملية الاتفاق على بيان وزاري تتبناه القوى السياسية يأخذ بعين الاعتبار في نصه ومضمونه الحفاظ على المقاومة ضمن مقولة “شعب جيش و مقاومة” ، وبهذا تكون الأمور اقتربت من الحل الداخلي دون استبعاد القوى المسيحية وخاصةً التيار وذلك من خلال اختياره للعدد الأكبر من الوزارات السيادية وابقاء وزارة الطاقة التي تعنى بموضوع التنقيب وهو الملف الأذكى والأدسم في المرحلة الراهنة حيث تتفرع منه عوامل متعددة ايجابية لعددٍ من المكونات السياسية الداخلية والخارجية من حيث التوزيع والمغانم وهذا ما يعني غالبية الأطراف من ناحية الفائدة العامة .
ويضيف المصدر أن ” العمل لإيجاد حل للأزمة المادية والنقدية التي يتخبط بها لبنان سوف تكون هي الأخرى مدار بحثٍ واهتمام وقد تكون على عاتق أحد المقربين من القوات اللبنانية ليكون شريكًا ضمن الحلول المطروحة ومنها الهندسة المالية وهي مسؤولية تلقى على عاتقه فيما لو عين ابو سليمان حاكماً للمصرف المركزي اللبناني وهو الشخصية الموثوقة من عددٍ كبيرٍ من الفعاليات الاقتصادية والمالية ومقربٌ من القوات اللبنانية” ، لذلك يضيف المصدر “بهذا نكون قد وصلنا الى حلقاتٍ مترابطة للأزمات الداخلية و ربما الى إطارٍ توافقي داخلي تواكبه معطياتٌ خارجيةٌ لملفاتٍ كبرى في المنطقة كاليمن وعودة الإتفاق النووي الايراني -الامريكي والاستفادة من الخلافات داخل الكيان الصهيوني والتي قد تساعد في الخروج بحلول مرتقبة .
في المحصلة ، كل المؤشرات تدل على أن الحلول لن تكون إلا بالمشاورات واللقاءات وحصول كل فريق على ما يريده ولو بشكلٍ جزئي كي تنطلق عجلة العمل للخروج من الأزمة المستفحلة في لبنان .