هنأ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمناسبة أدائه اليمين الدستورية وتوليه الرئاسة، وأبلغه في اتصال هاتفي أجراه معه الخميس رغبة المملكة بتوسيع استثماراتها في الولايات المتحدة.
ونقل ولي العهد أيضا خلال مكالمته مع ترامب تهنئة الملك سلمان، وفق بيان للخارجية السعودية، مؤكدا “رغبة المملكة في توسيع استثماراتها وعلاقاتها التجارية مع الولايات المتحدة في الأربع سنوات المقبلة بمبلغ 600 مليار دولار مرشحة للارتفاع”.
وفي اتصال هاتفي منفصل الخميس مع ولي العهد السعودي، بحث وزير الخارجية الأميركي الجديد ماركو روبيو الأوضاع في سوريا ولبنان وغزة و”التهديدات التي تشكلها إيران ووكلاؤها”، وفق بيان للخارجية.
وقال متحدثة باسم روبيو إنهما “ناقشا أيضا فوائد الشراكة الاقتصادية بين الولايات المتحدة والسعودية والفرص المتاحة لتنمية اقتصاديهما في مجموعة متنوعة من المجالات بينها الذكاء الاصطناعي”.
وخلال فترة ولايته الأولى في منصبه، سارع ترامب إلى التقرب من السعودية، الشريك الهام لواشنطن في مجالي الطاقة والأمن منذ فترة طويلة.
وكانت زيارة ترامب الخارجية الأولى عام 2017 إلى الرياض، حيث أقيم له استقبال حافل تضمن رقصات بالسيوف وتحليق طائرات للقوات الجوية.
لكن العلاقة بين الطرفين أصابها الفتور في وقت لاحق، حيث انتقد ولي العهد السعودي ترامب لعدم رده بشكل حازم على هجوم تعرضت له المملكة عام 2019 وأدى إلى خفض إنتاجها من النفط إلى النصف، وقد حمّلت الرياض إيران مسؤولية هذا الهجوم.
ورغم ذلك، سعت الرياض وفريق ترامب إلى تعزيز العلاقات بينهما بعد مغادرة الرئيس الجمهوري للبيت الأبيض، وذلك من خلال استثمارات وعقود بناء مُنحت لشركته “منظمة ترامب”.
كما دافع جاريد كوشنر، صهر ترامب، عن تلقيه استثمارات سعودية في شركته الخاصة تقدرها بعض التقارير قيمتها بنحو ملياري دولار.
وأثناء حملته الانتخابية، انتقد جو بايدن السعودية بشدة بسبب انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي عام 2018.
لكن العلاقة عادت وتحسنت مع إدارة بايدن بشكل كبير، وحاول الجانبان التفاوض على ما يسمى بصفقة القرن، التي تعترف بموجبها السعودية بإسرائيل مقابل ابرام واشنطن اتفاقية دفاع مع المملكة ومساعدتها في انشاء برنامج نووي مدني.
لكن اندلاع الحرب في قطاع غزة بعد هجوم حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 أدى إلى تجميد البحث في هذه الصفقة.