إيران ترد على تصريحات تركية بشأن سياستها في سوريا
أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، أن على تركيا إعادة النظر في نتائج وتأثيرات سياساتها الإقليمية في سوريا، وذلك ردًا على تصريحات وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، التي وصف فيها سياسة إيران في سوريا بأنها “عالية المخاطر”.
وفي تصريحات نقلتها وكالة “تسنيم” الإيرانية، اليوم الاثنين، شدد بقائي على أن التطورات الحالية في المنطقة تحمل تبعات واضحة، داعيًا أنقرة إلى تقييم تأثير سياستها الإقليمية بشكل دقيق.
كما أكد أن تحقيق أمن مستدام يصب في مصلحة شعوب المنطقة، مشيرًا إلى إدراك تركيا لأهمية الحفاظ على العلاقات الثنائية مع إيران.
وأوضح بقائي أن كلا البلدين تمكنا سابقًا من إدارة خلافاتهما دون أن تؤثر على العلاقات الثنائية، لكنه وصف تصريحات الخارجية التركية بأنها “غير بناءة”، مشددًا على أن موقف طهران تجاه هذه القضية سيكون واضحًا وحاسمًا.
وكان وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، قد صرح في 26 شباط/ فبراير الماضي بأن “اعتماد إيران على الميليشيات في سياساتها الخارجية ضمن المنطقة كان نهجًا عالي المخاطر لفترة طويلة”.
وأوضح أن رغم تحقيق طهران لبعض المكاسب، إلا أن تكلفة الحفاظ عليها أصبحت مرتفعة، مشيرًا إلى أن إيران اضطرت لتقديم تضحيات كبيرة للحفاظ على نفوذها في العراق وسوريا.
وأضاف فيدان، وفق ما نقلته وسائل إعلام تركية، أنه أبلغ المسؤولين الإيرانيين بضرورة تغيير هذا النهج، معتبرًا أن مثل هذه السياسات قد تكون ناجحة على المدى القصير، لكنها تفرض “عبئًا هيكليًا كبيرًا” على المدى الطويل، سواء على النظام الإيراني أو على المنطقة ككل.
ورغم الاختلافات الجوهرية في المواقف، حيث دعمت إيران الحكومة السورية السابقة، فيما قدمت تركيا دعمها لفصائل المعارضة المسلحة، إلا أن ذلك لم يؤدِّ إلى قطيعة مباشرة بين البلدين، حيث شاركت أنقرة وطهران في عدة مناسبات للبحث عن تسوية للملف السوري، كان أبرزها مفاوضات “أستانة”، التي عُقدت آخر جلساتها خلال عام 2024.
إلا أن التطورات الأخيرة، وخاصة سقوط النظام السوري في 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024، أدت إلى تراجع نفوذ إيران في سوريا، مما فتح المجال أمام تركيا لتعزيز تواجدها في دمشق، وهو ما ينعكس بشكل واضح على المشهد الإقليمي ومستقبل العلاقات بين البلدين.