الاخبار الرئيسيةالصحافة اليوممقالات

إنسوا وعود ترامب الانتخابية وراقبوا الفعل عند تسلّمه مهامه.. كيف سينفّذ تعهّده بوقف الحرب في لبنان ولمصلحة مَنْ؟

إنسوا وعود ترامب الانتخابية وراقبوا الفعل عند تسلّمه مهامه.. كيف سينفّذ تعهّده بوقف الحرب في لبنان ولمصلحة مَنْ؟

كتب غاصب المختار في “اللواء”:

على دول وشعوب العالم ودول الشرق الأوسط عموماً ولبنان بشكل خاص، نسيان الوعود التي أطلقها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية، ذلك انها كانت بهدف إستقطاب جمهور الناخبين لا سيما الجاليات اللبنانية والعربية والإسلامية في الولايات التي لهم فيها صوت وازن كما في ميشيغان. وعلى هذه الدول والشعوب ترقّب عدة أمور قبل الحكم على توجهات الرئيس العتيد الذي يتسلم مهامه رسمياً في 20 كانون الثاني من العام 2025 المقبل.

الأمر الأول: تشكيلة فريق عمل ترامب لا سيما وزراء الخارجية والدفاع والاقتصاد ومستشار الأمن القومي ومدير المخابرات المركزية (سي آي أي) وغيرهم في بعض المراكز الاستشارية والإدارية الحسّاسة اللصيقة بالرئيس عادة.

الأمر الثاني: خطة ترامب التي ستظهر في اليوم الأول من تسلّمه مهامه وربما قبل ذلك، للتعامل مع الأزمات الخارجية، وبخاصة أزمة الشرق الأوسط والحرب في لبنان وغزة، وكيفية حل القضية الفلسطينية وموقفه من حل الدولتين لتحقيق السلام الذي وعد به.

الأمر الثالث: توجّه ترامب للتعامل مع الأزمات العربية والدولية المؤثرة في الشرق الأوسط، ومنها الأزمة في سوريا، والأزمة في اليمن وفي السودان، ومشكلة الأميركي في العراق بعد الاتفاق الذي أبرمته إدارة الرئيس جو بايدن الراحلة بعد شهرين ونصف الشهر مع الحكومة العراقية لسحب القوات الأميركية تدريجياً، وكلها قضايا تهم المنطقة العربية ودولها الصديقة للأميركيين.

الأمر الرابع: كيفية تعامل ترامب وإدارته مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، علماً انه سبق وألغى في ولايته السابقة (2016 – 2020) الاتفاق النووي مع إيران الذي أبرمه سلفه الرئيس باراك أوباما. وأعاد التوتر مع طهران، برغم معرفته بدورها في المساهمة بحل أو بعرقلة حل أزمات منطقة الشرق الأوسط ومنها الأزمة اللبنانية.

الأمر الخامس: الحرب في أوكرانيا وانعكاساتها على مجمل الوضع في أوروبا، لجهة تغيير أولويات أوروبا من الاهتمام بالحرب الأوكرانية وخفض الدعم العسكري والمالي للجيش الأوكراني الذي كلّف المليارات، الى الاهتمام أكثر بوضع الشرق الأوسط والمساهمة في التسويات وإحلال السلام فيه، ولا سيما إن لأوروبا وحدات عسكرية كبيرة في قوات الأمم المتحدة (اليونيفيل) في جنوب لبنان.

وفي ما خصّ لبنان، يجب ترقّب تنفيذ ترامب للتعهد الخطي الذي قدّمه للجالية اللبنانية «بوقف الحرب والمعاناة والدمار ودعم ازدهار لبنان، وإنجاز السلام الحقيقي في الشرق الأوسط قريباً جداً». إذ قد يغيّر رأيه عند ممارسة مهامه عملياً، وفق طريقة تعامله مع الكيان الإسرائيلي، ومدى مراعاته لمطالب إسرائيل ومصالحها وتعامله مع الظروف التي تسود حالياً بعد قرار رئيس الكيان بنيامين نتنياهو الاستمرار في الحرب، ولا سيما انه كان هو من اتخذ عند رئاسته الأولى قرار نقل السفارة الأميركية الى القدس المحتلة، وتجاوَزَ حقوق الشعب الفلسطيني وحقوق لبنان في استعادة أراضيه المحتلة، ولم يضغط بما يكفي لوقف الخروقات الإسرائيلية المتمادية للقرار 1701 وللذهاب نحو تنفيذه كاملا من جانبي الحدود اللبنانية – الفلسطينية.

أما إذا قرّر تنفيذ تعهده الخطي للجالية اللبنانية، فيجب ترقّب كيف سينفذ هذا التعهد، ووفق أي سيناريو أو تسوية سياسية، وعلى أساس مصلحة مَنْ؟ مصلحة إسرائيل على حساب مصلحة لبنان، أم يُراعي أيضا مصلحة لبنان وحقوقه كما سيراعي بالتأكيد مصلحة إسرائيل؟ والأهم، هل سيفي بوعده إعادة الازدهار الى الشرق الأوسط ومنه وفي قلبه لبنان، ويوقف مسلسل الحروب والتعدّيات والانتهاكات الإسرائيلية التي لم تتوقف ولا يوم في لبنان منذ إقرار القرار 1701 في مجلس الأمن الدولي؟ وفي فلسطين برغم إقرار أكثر من اتفاق بين الكيان الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية والفصائل الفلسطينية والتي أسقطتها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة؟

لا شك ان فترة الشهرين ونصف الشهر الفاصلة عن تسلّم ترامب مهامه الدستورية، ستكون ساخنة إذا لم يستطع خلال اتصالاته وضغوطه على الكيان الإسرائيلي وقف الحرب على لبنان، هذا إذا إتضحت علاقته الشخصية بنتنياهو، فعليها تُبنى الأمور، إما تجاوب إسرائيلي وإما استمرار التصعيد في الوقت الضائع. علماً ان صحيفة «فايننشال تايمز» نقلت أمس «عن مصدر مطّلع، أن هناك تفاهماً بين نتنياهو وترامب على العمل لإنهاء الحروب». وأن «نتنياهو لن يقوم بأي خطوة كبيرة في لبنان وغزة قبل تنصيب ترامب»؟!

فهل يتمكن ترامب من تبريد رأس نتنياهو بوعود ضمنية سرية بتلبية طلباته ومصالحه، أم انه «سيهزّ العصا» بوجهه ليلزمه بالتراجع؟ الميدان العسكري في لبنان وغزة سيثبت واقع الحال خلال ساعات أو أيام قليلة تصعيداً إضافياً أو تبريداً.

زر الذهاب إلى الأعلى