أعلنت قوات الجيش “الإسرائيلي”، اليوم الخميس، القضاء على 5 مقاومين فلسطينيين بينهم قائد كتيبة طولكرم الملقب بـ”أبو شجاع”، فيما واصلت القوات اجتياحها لمدينتي جنين وطولكرم لليوم الثاني على التوالي في عملية عسكرية “واسعة”.
ويعتبر المقاوم الفلسطيني محمد جابر ، قائد كتيبة طولكرم التابعة لسرايا القدس -الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي– وأحد مؤسسيها، والذي حاولت قوات الجيش الإسرائيلي اغتياله أكثر من مرة.
وقال المتحدث باسم قوات الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، على صفحته الرسمية عبر منصة “اكس”، إن أفراد من القوات الخاصة الإسرائيلية وبتوجيه من الشاباك، تمكنوا من اغتيال 5 مقاومين في مدينة طولكرم داخل مسجد، بعد اشتباك مسلح.
وتداول العديد من النشاط الفلسطينيين وبعض وسائل الإعلام المحلية صوراً لجثة الشهيد أبو شجاع.
وتتهم قوات الجيش الإسرائيلي أبو شجاع بالوقوف خلف العديد من العمليات، وتوجيه عملية إطلاق النار التي وقعت في شهر حزيران الماضي، والتي أدت إلى مقتل إسرائيلي.
وقال أفيخاي إن العملية أسفرت عن اعتقال مقاوم فلسطيني آخر، وإصابة جندي من الوحدة الخاصة بجروح طفيفة.
وكان المئات من قوات الجيش الإسرائيلي بدعم من طائرات هليكوبتر ومسيرة وناقلات جند مدرعة قد بدأت الأربعاء بمداهمة مدينتي جنين وطولكرم ومناطق أخرى بالضفة الغربية المحتلة في عملية تعد أحد أكبر الهجمات في الضفة الغربية منذ شهور، في أعقاب سلسلة من المداهمات الأصغر خلال الأسابيع القليلة الماضية إذ سعت القوات الإسرائيلية إلى القضاء على مجموعات من المقاومة الفلسطينية.
ولد أبو شجاع عام 1998 في مخيم نور شمس بمحافظة طولكرم، وينتمي لعائلة فلسطينية هجّرها الجيش الإسرائيلي من مدينة حيفا عام 1948، فترعرع بالمخيم بين أفراد عائلته وهو الأوسط بين 5 أشقاء.
درس أبو شجاع مراحله التعليمية الأولى بمخيم نور شمس، لكنه لم يتمكن من إكمال دراسته بسبب ظروف قاهرة.
بدأ مقاومة الجيش الإسرائيلي في وقت مبكر من حياته، وتعرض للاعتقال أول مرة وهو في الـ17 من عمره، ونجا من عدة محاولات لاغتياله أو اعتقاله، ويصفه الإعلام الإسرائيلي بأنه شجاع وأحد المطلوبين الكبار لإسرائيل.
كان محمد جابر أبو شجاع أحد مؤسسي كتيبة طولكرم في آذار 2022 إلى جانب قائدها الأول سيف أبو لبدة ومجموعة من شباب مدينة طولكرم ومخيم عين شمس، فتولى قيادتها بعد استشهاد أبو لبدة في 2 نيسان من العام نفسه.
وتحت قيادته توسعت الكتيبة فضمت إلى صفوفها مزيدا من الشباب المقاوم، حتى قُدر عدد عناصرها في أيلول 2022 بحوالي 40 فردا مجهزين.
يصنف أبو شجاع من طرف الجيش الإسرائيلي بأنه “شخص زعزع الاستقرار بشمال الضفة الغربية”، كما يصفه الإعلام الإسرائيلي بأنه شجاع وأنه أحد المطلوبين الكبار لإسرائيل.
وتعرض أبو شجاع للملاحقة من طرف الأجهزة الأمنية الفلسطينية التي تمنع إقامة التشكيلات العسكرية المسلحة غير النظامية، حيث حاولت في 26 تموز 2024 محاولة اعتقاله من مستشفى ثابت الحكومي طولكرم، حيث كان يتعالج إثر إصابته في انفجار عبوة أثناء تصنيعها، إلا حشود من الفلسطينيين نفرت إلى المستشفى، وتمكنت من إخراج أبو شجاع.