«إعلان حرب» على الطائفة الشيعية؟.. واشنطن أبلغت لبنان رسمياً: لا إعادة للإعمار قبل نزع سلاح الحزب!
كتبت منال زعيتر في “اللواء”:
من يعتقد ان بامكانه احراج حزب الله والضغط عليه لاخراجه من المعادلة اللبنانية هو واهم وواهم جدا..ما حصل على طريق المطار شكل سقطة مدوية للعهد والحكومة معا….قيادي من الصف الاول في الثنائي الوطني اتهم بصريح العبارة، ولاول مرة عون وسلام في تطبيق الاجندة الاميركية والاسرائيلية، في القضاء على حزب الله وانهائه سياسيا وشعبيا، بعدما تهيَّأ للبعض ان الحزب انتهى عسكريا.
من المفاجىء اعتراف القيادي بانه لا حاجة لعهد يريد طعن المقاومة في الظهر،الاتهام المباشر للعهد والحكومة بتطبيق الاملاءات التي تصوِّب على الحزب ،ارفقها القيادي بكلام مباشر للمعنيين: لا تجربونا اكثر ولا تضغطوا على شعبنا وبيئتنا، حينها كلنا سنكون خاسرين …وتابع القيادي،ما زال حزب الله يتعامل بحكمة وروية، وعلى الباقين اتباع المعادلة التي تقول بأن اي انفعال او سلاح يجب ان يوجه الى العدو الاسرائيلي، وليس الى صدور ابنائنا … معتبرا انه كان حرِيٌّ بالدولة اللبنانية ممثلة بالعهد والحكومة ان ترسل الجيش الى الجنوب اللبناني لاستعادة الاراضي والقرى المحتلة وليس لاعتراض مسيرة سلمية.
طبعا،لا يوافق الثنائي على اعمال الشغب التي حصلت على طريق المطار، والتي جاءت «كتحركات عفوية»، ولكن الموقف اللبناني، وفقا للقيادي، بعدم السماح لطائرة تحمل ركابا لبنانيين نزل كالصاعقة، ورسم اكثر من علامة استفهام حول المهام المطلوبة من الحكومة ، متسائلا:هل نحن امام حرب من نوع آخر، يمكن ان نسميها الان وبكل جرأة استهداف للبيئة الشيعية؟
الغريب كما يقول القيادي ان الرسائل التي تولت الدولة اللبنانية وبشكل رسمي تسويقها لدى المعنيين في الثنائي تعتبر بمثابة «اعلان حرب» على طائفة باكملها،كاشفا ان الدولة وللاسف ابلغتنا انه لا اعادة للاعمار قبل نزع سلاح حزب الله، وهو الموقف الذي يتماهى مع الموقفين الاميركي والاسرائيلي. ونحن سنقول للجميع بعد تشييع الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله ان اعادة الاعمار ستحصل …ونحن ما زلنا قادرين على القيام بأي شيء لحماية بيئتنا «ما حدا يجربنا».
ما اعلنه القيادي يندرج في اطار الكلام الخطير عن اتهام العهد والحكومة بالتواطؤ عن قصد او بدون قصد مع الاملاءات الاميركية التي تشكل انعكاسا لمطالب العدو الاسرائيلي ، وما اضافه يبدو اخطر بكثير ،تبعا للقيادي فان لبنان امام ثلاثة مصائب كبيرة:
المصيبة الاولى: اصطدام الجيش اللبناني ببيئة المقاومة، وهذا الموضوع برسم قيادة الجيش والجهات المعنية التي اعطت القرار السياسي للجيش لضرب المتظاهرين والاعتداء عليهم،ونحن نطالب بتحقيق شفاف للكشف عن مجريات ما حدث وسيكون لنا كلام اخر في وقته…وقد ابلغنا بمعطيات جدية عن توجه الجيش لاستهداف اي تحركات قد يقوم بها الثنائي وحزب الله تحديدا في اي مرحلة.
المصيبة الثانية:اصطدام الجيش اللبناني وبقرار رسمي خاضع لاملاءات خارجية مع حزب الله، بعدما وصلتنا رسائل وكلام عن التزام العهد والحكومة بانتزاع سلاح الحزب من كل لبنان بالقوة اذا اضطر الامر، وهناك جهات دولية اعلنت عن استعدادها لمساندة الجيش لتطبيق هذه المهمة.
المصيبة الثالثة:هناك مخطط خبيث تقوده غرفة عمليات خارجية للضغط على حزب الله وبيئته، في موضوع اعادة الاعمار والملف الاقتصادي، وتحديدا القرض الحسن ومحاولة الضغط بالقوة «وليس معلوما عن اي قوة يتحدثون» على الحزب لاغلاق القرض الحسن، او تعريض لبنان لعقوبات كبيرة جدا تتخطى ما حصل منذ 2019.
وامام ما تقدم،يبدو ان لبنان ذاهب باتجاه تصعيد كبير على المستوى الامني في الداخل في ما خص ملفات متعلقة بحزب الله وبيئته وحتى بحلفائه الاقليميين كالايرانيين والعراقيين، ولن نتحدث الان عن هذا الموضوع بالتفصيل، بانتظار رؤية كيفية تعامل العهد والحكومة مع ملف الطائرات الايرانية وبعدها لكل حادث حديث.
وفيما تجنب القيادي الغوص في التفاصيل المتعلقة بكيفية تعامل الثنائي مع الاستهدافات الممنهجة ضد الحزب ،اكتفى بالقول ان مسالة انسحابنا من الحكومة في اية مرحلة من المراحل ليس بالبساطة التي يعتقدها البعض وانسحابنا يعني سقوط كل المحرمات وحل كل مؤسسات الدولة، والذهاب نحو نظام تاسيسي جديد!
واضاف القيادي نحن الان نتريث وننتظر المعالجات ،وهناك تاريخان مصيران سيتحكمان بالمشهد اللبناني. الاول في 18 شباط موعد انسحاب العدو من كل شبر من الاراضي اللبنانية، وهذا يعني ايضا عدم انتهاك الارض او الجو حسب اتفاق وقف اطلاق النار، وإلَّا من حق لبنان الدفاع عن نفسه، والثاني بعد تشييع الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله في 23 من الشهر الجاري وبعدها لكل حادث حديث.