الاخبار الرئيسيةمقالات

إطار الحلّ المحصّن من دول كبرى ينخره سوس “اللوبي الصهيوني”

الديار - فاطمة شكر

تتسارع وتيرة المفاوضات في المنطقة بين كل من إيران والسعودية وإيران وأميركا، بوساطة قطرية وصنعاء والسعودية بشكل لافت، لكن هذا التسارع في المفاوضات والتقدم في بحث أهم الملفات العالقة منذ سنوات ، يقابله جمودٌ ملحوظ في ملف رئاسة الجمهورية اللبنانية، رغم الحركة التي تبدو بلا بركة

ورغم تعويل الجميع على المبادرة الفرنسية، والحوار الذي دعا اليه رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، والمعلومات التي تؤكد زيارة الموفد القطري الى لبنان في تشرين الأول أو تشرين الثاني الى لبنان، يبقى الجو ضبابياً حتى الآن.

الى ذلك، يبدو أن المحصلة التي وصل اليها الوفد اللبناني برئاسة نجيب ميقاتي رئيس حكومة تصريف الاعمال، لم تكن بالمستوى المطلوب الذي يراد منه تبيان ما وصلت اليها مبادرة الموفد الرئاسي الفرنسي لودريان والمجموعة الخماسية، التي تضم الدول المعنية للوصول الى حل بشأن انتخاب رئيس للجمهورية، وقد أثر “اللوبي الصهيوني” بشكل كبير على المحادثات الجانبية للوفد اللبناني مع مندوبي الدول الخمس الكبرى، ما أدى الى فشلها .مصادر سياسية متابعة لما يجري من مباحثات على هامش الجمعية العمومية في الامم المتحدة تقول ان هذه المحادثات من شأنها ان تأخذ رعاية خاصة في ما خص انتخاب رئيس، لكن المشهد لم يكن في المستوى المطلوب، حتى ان المباحثات التي كانت من المفترض ان تكون على مستوى الدول الممثلة بالخماسية، كانت مع مندوبي هذه الدول.

وقد اشارت المصادر الى ان خللاً ما أجهض عملية الوصول الى اجواء اجابية، واعطاء الدعم المطلوب من اجل التوصل الى تعويم مبادرة لودريان، وذلك عبر عملية تشويش كان يديرها المندوب الأممي التابع للكيان “الاسرائيلي” جلعاد إردان، بالتشاور مع مساعدة المندوب الاميركي المتواجد في اجتماع الجمعية ، وقد اثار ذلك غضب المندوب الفرنسي والسعودي معا على تلك الخطوة التعطيلية، التي شوهت المشهد العام واطار المبادرة الفرنسية، والتي كان من الممكن ان تصل الى خاتمة باتجاه حل للبنان. وهنا لا بد من الاشارة الى ان عناصر الأمن أوقفوا إردان، بعد احتجاجه على كلمة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي .

وفيما لم يتوصل الأفرقاء السياسيون في لبنان حتى هذه الساعة الى أية حلول، ينتظر البعض اعطاء أوامر من قبل سفارات أجنبية باتت معروفة، فيما يستمر آخرون بحشد التصريحات الإعلامية ضد “الثنائي الشيعي” وأصدقائهم، بهدف تمرير رسائل الى الداخل والخارج، بأن ما يجري هو بسبب تعطيل هذه الفئة لكل القرارات، وعبر قنوات معروفة يتم التحريض وبشكل علني ودون أي رادع .

من هنا، يرى مصدر سياسي ” أنه لطالما وعبر مرور السنوات، تعرض لبنان لمشاكل سياسية ولم تأتِ الحلول إلا بتدخل الخارج”، وشير المصدر الى أن الوفد القطري الذي سيصل الى لبنان بعد أسابيع، يصرُ على تسمية إسم قائد الجيش جوزيف عون، وأن قطر التي تبحث في الملف اللبناني منذ فترة لكن عن بُعد، ستعود بقوة من أجل الخروج بإسم لرئاسة الجمهورية بالتعاون مع فرنسا، وبالتزامن مع دعوة الرئيس بري للحوار .

ويتابع المصدر أن “لقطر حلان لا ثالث لهما: إما أن يصر على انتخاب جوزيف عون لرئاسة الجمهورية وهذا ما تصر عليه قطر منذ فترة، وإما أن تدعو الجميع الى انتخاب رئيس للجمهورية تحت رعايةٍ دولية “.

زر الذهاب إلى الأعلى