إشكالية وتناقضات حول كلام حسام زكي
كتب محمد جابر:
ما أن أطل مساعد أمين عام جامعة الدول العربية حسام زكي من لبنان، معلنا أن الجامعة لم تعد تعتبر حزب الله تنظيماً إرهابياً، حتى أعاد سجالاً قديماً جديداً إلى الساحة اللبنانية حول سلاح حزب الله ودوره في الحياة السياسية اللبنانية.
في عام 2016، وفي أوج الحضور الكبير لـ “حزب الله” في الداخل السوري، وفي ظل الانقسام العربي، والعلاقات السيئة السعودية الإيرانية، أعلنت الجامعة العربية تصنيف حزب الله تنظيماً إرهابياً، وانقسم الشارع المحلي يومها بين مؤيد ومعارض.
بعد 8 سنوات، ورغم تغير المشهد، إلا أن المواقف لم تتغير بين مؤيد ومعارض لسلاح “الحزب”، ففي الداخل كانت ردود فعل سيئة لقرار زكي، الذي تبين فيما بعد، أنه “حمال أوجه”، خصوصا بعدما استدرك زكي ردود الفعل بالإشارة إلى أن هذا القرار لا يلغي الاعتراضات الكثيرة للجامعة العربية بدولها المختلفة لسياسات “الحزب” في المنطقة.
محلياً كان الموقف المفاجئ لرئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، الذي غمز من قناة موقف زكي، متسائلاً عن سبب “تقديم الهدايا” بهذا الشكل، مستدركاً بتصريح آخر حاول من خلاله مغازلة “الحزب” مؤكداً أنه حزب لبناني ولا نميز في لبنان بين جناحيه السياسي والعسكري.
واستمرت الحملة على حزب الله وسلاحه من مجموعة القوى السياسية المعارضة، التي تتهم “الحزب” بالمسؤولية عن الشغور الرئاسي نتيجة تمسكه بمرشحه سليمان فرنجية، فكانت مواقف لكل من رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، والنائب أشرف ريفي وغيرهم، وكلها كانت تصب في نفس الإطار.
وفي الخلاصة، علينا انتظار المرحلة المقبلة لمعرفة إلى أين ستتجه علاقة حزب الله بباقي الاطراف المحلية والإقليمية، في ظل الحديث عن تسويات قادمة إلى المنطقة، وأفكار يتم درسها لتجنب توسع الحرب جنوباً بين “اسرائيل” و”حزب الله” خصوصا مع الحديث عن الدخول في مرحلة جديدة من الحرب على غزة، يقول المثل “يا خبر اليوم بمصاري بوكرا ببلاش”، فغدا ستظهر حقيقة التحول في علاقة “حزب الله” مع الأطراف الإقليمية، فنضوج طبخة التسوية سيغير كل المعطيات الحالية، وغدا لناظره قريب.