الاخبار الرئيسيةمقالات

إشكالية العقيدة الجماعية المقدسة

إشكالية العقيدة الجماعية المقدسة

كتب: شوقي سري الدين

إن العقيدة الجماعية هي الإيمان بمنظومة فكرية معينة قد تكون فلسفة اجتماعية و إيديولوجيا سياسية أو مفاهيم وقناعات دينية، والعقيدة كانت وما زالت المحرك الأساسي والاهم للشعوب سلبا وايجابا وعبر التاريخ.

في الحقيقة إن العقيدة الجماعية في الجوهر هي للسياسة وليست للدين لأن طبيعة الدين في العمق هي الفردانية أي أن غاية الدين في الاساس هي مخاطبة الإنسان الفرد وليس الجماعة بينما طبيعة العقيدة السياسية هي جماعية أي ان غايتها مخاطبة جماعة إنسانية معينة وليس الإنسان الفرد وهذا هو الفرق الأساسي والجوهري بين الديني- الروحاني والسياسي – الإجتماعي. .

ان المنظومات العقائدية للأديان تنحرف مع الوقت عن جوهر رسالة الله للإنسان عبر الرسل والأنبياء لأنها تتحول إلى حالة جماعية عقائدية وايديوليجيا سياسية مناقضة بذلك جوهر وغاية الرسالة والذي هو الفردانية.

ان إشكالية العقيدة الجماعية في شقيها الديني والسياسي هي عندما تتعصب لتتحول من وسيلة إلى غاية بحد ذاتها في هذه الحالة تتكون قناعة عند المعتنقين لهذه العقيدة أو تلك أنهم يمتلكون حقيقة مطلقة ولذلك هي مقدسة والمقدس غير قابل للنقاش أو التغيير فيتقاطع الديني مع السياسي بحيث يتحزبن الديني ويتدين السياسي ليصبحوا وجهين لعملة واحدة على قاعدة الادعاء والإعتقاد لامتلاك حقيقة مطلقة مقدسة وبذلك تتحول لتصبح كصنم للعبادة ويصبح التعصب والإقصاء وعدم تقبل الرأي الآخر هو الحال فيتحول إلى جهل وتقوقع وكذلك نزاعات وحروب مع الآخر المختلف لأن بالنسبة لهؤلاء كيف يكون هناك أي حقيقة خارج قناعاتهم طالما هم يملكون الحقيقة المطلقة ؟

هكذا تتشكل الأحادية عند البشر والتي اوصانا الدين أن نتجنبها لأن الأحادية لا تكون إلا لله سبحانه وتعالى وإن مصير الاحاديات في الحياة الدنيا هي دائما الفشل والهلاك.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى