لم تفلح الجهود حتّى الآن في التوصّل إلى اتّفاق هدنة جديدة بين الجيش الإسرائيلي وحركة “حماس” في قطاع غزة المدمّر والمحاصر والذي يعيش سكانه ظروفاً صعبة جداً، مع إصرار كلّ جانب على موقفه ما عرقل المفاوضات التي استضافتها قطر.
“حماس” على مطالبها…
في أحدث مواقفها، أشارت “حماس” إلى أن “قيادة الحركة تدير معركة تفاوضية لا تقل شراسة عن معركة الميدان”.
وقالت في بيان: “نصرّ في المفاوضات على وقف العدوان والانسحاب من غزة وعودة النازحين إلى أماكنهم خاصة في الشمال، ولن نفرج عن الأسرى الإسرائيليين إلا عندما نحقّق وقف إطلاق النار بشكل كامل”.
وأكّدت الحركة أن “التحدّيات كبيرة والخطر على غزة مستمر ونحن أمام معركة مفتوحة لا بد منها”.
في إسرائيل…
بدوره يجتمع مجلس الحرب الإسرائيلي الليلة “لبحث تطوّرات اتفاق تبادل المحتجزين”، وفقاً لوسائل إعلام عبرية.
ونقل موقع “واللاه نيوز” العبري عن مسؤولين كبار قولهم إنّ “القضية الرئيسية التي أدّت إلى الطريق المسدود في المفاوضات كانت مطالبة حماس بالعودة الكاملة للنازحين إلى شمال القطاع”.
وأضاف: “بعد الانفجار الذي شهدته مفاوضات الدوحة، أوضح مسؤولون إسرائيليون وأميركيون لقطر ضرورة الضغط على حماس للموافقة على الصفقة في أسرع وقت ممكن”.
وتابع أن “الولايات المتحدة وقطر ومصر ترى أن الوضع الحالي بمثابة توقّف موقت في المفاوضات ويتوقّعون استئنافها خلال أيام قليلة”.
إلى ذلك، أشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية إلى أن “الوسطاء يدرسون وسائل ضغط على حماس”، مضيفة أنّ “إثنين من الوفد الإسرائيلي بقيا في الدوحة”.
وأوضحت أنّه “في أعقاب قرار حماس رفض حلّ وسط، قرّرت إسرائيل إعادة الوفد المفاوض من قطر ولكن أبقت على ممثلين مهمين”، كاشفة أنّ “الولايات المتحدة ستقدّم مقترحاً إضافيا خلال الأيام المقبلة”.
ووفق الصحيفة العبرية فإنّ “نتنياهو يعرقل فرص إطلاق سراح الأسرى حتى باتت المؤسسة الأمنية تجد صعوبة بالتزام الصمت تجاه ذلك”.
و”ترجّح التقديرات أنّ 60 إلى 70 أسيراً فقط ما زالوا على قيد الحياة.
ولقد أصبح إطلاق سراحهم أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى، إلا أن المفاوضات بشأن الصفقة مرهقة ومليئة بالألغام”، بحسب “يديعوت أحرونوت”.
الاستعدادات لعملية رفح
إلى ذلك، أفادت “القناة 12 الإسرائيلية” بأن الجيش الإسرائيلي بدأ الاستعدادات لشن عملية في رفح في حال انهيار المفاوضات.
وأشارت إلى أن الجيش بدأ خطوات لعزل مدينة رفح وإجلاء المدنيين.
وأوضحت أن نتنياهو أمر بشراء 40 ألف خيمة من الصين لنصبها في غزة تمهيداً للعملية البرية في رفح.
وفي وقت سابق، ذكرت “القناة 12” أنّ مسؤولين أمنيين إسرائيليين قالوا للوسطاء المصريين إنّ تل أبيب لن تقدّم تنازلات جديدة من أجل دفع المفاوضات، وألمحوا إلى أنّ العملية البرّية في رفح ستكون بعد عيد الفطر- في بداية نيسان (أبريل) أو بداية شهر أيار (مايو) المقبل على أبعد تقدير.
ونقلت صحيفة “معاريف” عن مصادر أمنية مطّلعة قولها إنّ “إسرائيل ستبدأ قريباً تنفيذ عمليات ميدانية لتسهيل الدخول البري إلى رفح، وأن العملية البرية فيها ستستمر ما بين أربعة وثمانية أسابيع على الأكثر
المصدر: انفنتي